شنت “إسرائيل” عملية عسكرية واسعة على إيران، فجر اليوم السبت، أطلق عليها الجيش الإسرائيلي اسم “أيام الرد”، وتضمنت سلسلة من الغارات الجوية المركزة على مواقع متعددة في طهران ومدن أخرى.
تأتي هذه الضربة الجوية بعد تصاعد التوتر بين الطرفين، إذ صرح المسؤولون الإسرائيليون بأنها جاءت رداً على ما وصفوه بـ “الهجمات الإيرانية ضد مواطنين إسرائيليين”.
وتمثل العملية خطوة تصعيدية في سياق الصراع المستمر بين “إسرائيل” وإيران، وسط ترقب دولي لردود فعل محتملة من الطرفين.
بداية الهجوم وتفاصيل المراحل
بدأت العملية العسكرية الإسرائيلية على إيران قبيل الساعة الثانية فجراً بالتوقيت المحلي لإيران، حيث حلقت الطائرات الإسرائيلية فوق طهران وأهداف أخرى في البلاد.
وحسب المتحدث العسكري للجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري، بدأ الهجوم بموجة أولى من الضربات الجوية، استهدفت الدفاعات الجوية الإيرانية بهدف فتح المجال الجوي للضربات اللاحقة على مواقع أخرى.
وأكد أن الضربة شملت ثلاث موجات من الهجمات الجوية.
ومع انتهاء الموجة الأولى، بدأت الموجة الثانية باستهداف مواقع عسكرية أخرى في شيراز، تلتها موجة ثالثة استهدفت ما قيل إنها منشآت إنتاج صواريخ باليستية.
الهدف من العملية والأهداف المستهدفة
في بيان صحفي، أوضح المتحدث العسكري الإسرائيلي أن الهجوم استهدف مواقع عسكرية “قد تشكل تهديداً مباشراً لإسرائيل في المستقبل”.
ورغم كثافة الهجوم، أكد مسؤولون إسرائيليون أنه لم تشمل الأهداف أي منشآت نووية أو مواقع للطاقة.
وفي تصريح لشبكة “إن بي سي نيوز”، أشار مسؤول أميركي إلى أن “إسرائيل” ركزت عملياتها على أهداف عسكرية ولم تمتد إلى المنشآت النووية أو النفطية.
وأشار المسؤول إلى أن هذا الأمر يعكس هدف العملية في توجيه رسالة عسكرية مباشرة، بدلاً من التسبب في أضرار قد تثير ردود فعل إيرانية على نطاق واسع.
الإعلام الإسرائيلي وتصريحات المسؤولين
في تغطية إعلامية واسعة، أفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية، ومنها قناة 12 وهيئة البث الإسرائيلية، أن الهجمات شملت منشآت عسكرية حيوية لإيران.
ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن مسؤول إسرائيلي قوله إن الضربة على إيران جاءت بعد توجيهات القيادة السياسية في “إسرائيل”، مضيفاً أن العملية حققت أهدافها العسكرية وأن الطائرات الإسرائيلية عادت بسلام إلى قواعدها.
وكشف الإعلام الإسرائيلي عن تواجد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت في غرفة عمليات تحت الأرض أثناء تنفيذ العملية، مؤكدين استعدادهم للتعامل مع أي تطور محتمل.
التصدي الإيراني والموقف الرسمي
على الجانب الإيراني، أعلن الدفاع الجوي الإيراني أنه تصدى لمحاولات استهداف نقاط عدة حول العاصمة طهران ومدن أخرى.
وأفادت وسائل إعلام محلية بأن أصوات الانفجارات التي سُمعت في طهران كانت نتيجة تعامل الدفاعات الجوية مع الأجسام الطائرة.
وأكدت وكالات إيرانية، مثل وكالة “تسنيم”، أن الدفاعات الجوية تعاملت مع الهجمات وتمكنت من منع الأضرار الكبيرة، في حين أشار مركز الدفاعات الجوية إلى وقوع بعض الأضرار في مواقع عسكرية بمحافظات طهران وخوزستان وعيلام.
ورغم إعلان هيئة الطيران المدني الإيرانية أن المطارات تعمل بشكل طبيعي، تم تعليق جميع الرحلات في طهران لحين استقرار الوضع الأمني.
التداعيات الإقليمية والتحركات الدولية
على الصعيد الدولي، تفاعلت الولايات المتحدة مع الهجوم، حيث صرّح مسؤول أميركي رفيع بأن واشنطن طلبت من إيران عدم التصعيد، مشيراً إلى استعدادهم للدفاع عن “إسرائيل” في حال استدعى الأمر ذلك.
وتأتي هذه التصريحات وسط تحذيرات دولية من تزايد التوترات في المنطقة، حيث تُعتبر هذه العملية الأكبر في سلسلة تصعيدات متتالية بين إيران و*إسرائيل”، والتي قد تؤدي إلى توسيع نطاق الصراع ليشمل حلفاء الطرفين في الشرق الأوسط.
موجة ثانية من الغارات المحتملة
نقلت تقارير إسرائيلية أن تل أبيب تبقي قواتها في حالة تأهب على الجبهة الشمالية، خشية ردود فعل من وكلاء إيران الإقليميين.
ووفقاً لما نقلته هيئة البث الإسرائيلية، أكد الجيش الإسرائيلي أنه يجري تقييمات متواصلة للوضع، وأنه مستعد لتكرار هجماته على إيران إذا دعت الحاجة.