هاشتاغ – حسن عيسى
تتواصل الاعتداءات الإسرائيلية على العاصمة السورية دمشق، مستهدفة مناطق سكنية بذريعة ضرب قياديين في “حزب الله” والمقاومة الفلسطينية، لتفتح الباب أمام تساؤلات حول أبعاد هذه الهجمات وتداعياتها على المشهد الإقليمي.
وفي هذا السياق، أوضح الباحث الاستراتيجي العميد علي مقصود في حديثه لـ “هاشتاغ” نقاطاً عدة تسلط الضوء على خلفيات هذا التصعيد.
سوريا قاعدة لوجستية لمحور المقاومة
يرى العميد مقصود أن سوريا أصبحت قاعدة أساسية لدعم محور المقاومة، سيما بعد عملية “طوفان الأقصى”.
وذكر مقصود أن هذا التحول الاستراتيجي جعلها هدفاً مباشراً لـ “إسرائيل”، التي كثفت غاراتها في محاولة لإضعاف قدرات هذا المحور.
وبرأيه، فإن الغارات الأخيرة تأتي رد فعل من “إسرائيل” على الإدانات الدولية المتصاعدة تجاه ممارساتها في، إضافة إلى رفضها مخرجات القمة العربية الإسلامية الأخيرة، التي اتسمت بتنديد واضح لممارساتها في المنطقة.
المفاجأة العسكرية.. عنصر حاسم
فيما يتعلق بالرد السوري، أشار العميد إلى أهمية عنصر المفاجأة في العمل العسكري، والذي يشكل 60% من أي انتصار.
واستدل على ذلك بتجربة سوريا خلال حرب تشرين، عندما امتنعت عن إسقاط الطائرات “الإسرائيلية” التي اخترقت أجواءها قبل عام من الحرب، لتفاجئ “إسرائيل” في بداية الحرب بشبكة دفاع جوي أسقطت معظم طائراتها المهاجمة.
“إسرائيل” بين الذرائع والعجز عن فتح جبهات جديدة
يشير العميد مقصود إلى أن “إسرائيل” تبحث باستمرار عن ذرائع لاستهداف سوريا، لكنها تجد نفسها غير قادرة على فتح جبهة مباشرة في الجولان السوري المحتل.
وأوضح أن السبب الرئيسي في ذلك يعود إلى افتقارها إلى تعداد كافٍ عند الحدود مع سوريا يمكّنها من شن هجوم واسع النطاق أو بدء معركة جديدة.
احتمال التصعيد وحدود “إسرائيل” في التحرك
يؤكد العميد مقصود أنه من غير الممكن أن يتكرر في سوريا ما حدث في ضاحية بيروت الجنوبية، إذ وجهت “إسرائيل” في السابق إنذارات بالإخلاء للسكان قبل تنفيذ هجماتها.
وذكر مقصود أنه في حال أقدمت “إسرائيل” على خطوة مشابهة في سوريا، فإن ذلك يعني إعلان حرب مفتوحة، لن تقتصر تداعياتها على دمشق بل ستشمل حلفاءها.
كما لفت إلى أن روسيا، التي تعد شريكاً استراتيجياً لسوريا، لن تقف مكتوفة الأيدي، خاصة في ظل التوتر القائم بين موسكو وتل أبيب بسبب الدعم الإسرائيلي لأوكرانيا ودور اليهود تاريخياً في إنهاء حكم القياصرة.
الجيش السوري.. تحول استراتيجي
حول قرار القيادة السورية تقليص تعداد الجيش وتحويله إلى جيش احترافي، شدد العميد مقصود على أن هذه الخطوة مدروسة على المستويات كافة.
وأشار إلى أن الهدف منها هو رفع كفاءة القوات المسلحة وإتاحة الفرصة لعشرات الآلاف من الشباب السوري للانخراط في مجالات أخرى تساهم في بناء الدولة.
وأكد أن هذا القرار لا يحمل أي تأثير سلبي في قدرة الجيش في مواجهة أي تهديد مستقبلي.