Site icon هاشتاغ

إلى حكومة الضوء المنهمر مثل مطر غزير!

هاشتاغ _ وسام كنعان

صباح الخير يا حكومة! ترى كيف حال السادة الوزراء؟ هل الحياة منصفة مع مواهبكم المتقدّة؟! نخبة المجتمع أنتم، وزهوة رجاله، آخر ما أنجبت هذه البلاد من عبقرية! ترى كيف مرّت ليلتكم أمس؟
هل كانت منعمة بالدفء والطمأنينة؟! هل تعرفون شكل العتم، أم أنكم تدبرتم أمركم ببطارية وليدات؟! كيف تدفؤون أطفالكم؟ على المازوت، أم استبدلتموه بالحطب؟! هل نفذت مخصصاتكم من البنزين، أم أنكم تذهبون إلى مكاتبكم على دراجاتكم الهوائية منذ الصباح الباكر وحتى في مناوباتكم الليلية الطويلة؟! ليلنا الطويل أنتم، ودفقة الضوء المنهمر مثل مطر غزير في آخره.
لا نعرف أن نصوغ يومياتنا دون أن نتخيّل وجوهكم السمحة، وهي تعربش مثل الزنبق على يومياتنا المنديّة بذريعة مساعيكم! وعندما تخوننا المخيلة لاستحضار طيفكم، نستنجد بالمدرسة الواقعية، ونعلّق صوركم لنأخذ منها المدد!
شخصياً كوني أعمل في الإعلام، أعلّق صورة معالي الوزير عماد سارة فوق سريري، استلهم من حضوره الرزين، وعبقريته الفذة، مساحة شاسعة ودعم واف! وعندما أعاني من الأرق، فقط أحضر الفضائية السورية، فأذبل وأنام بعمق! لأنها في عهده صارت وصفة معدّة لطرد الكوابيس والقلق! أما إذا شعرت بوعكة صحية، أو خلل في المزاج الإبداعي، سأعيد سماع لقائه الأخير على راديو «شام إف إم» وأطرب عند تلقّف مصطلحاته المهنية الفذة (صحن- إبرة- أنتين) كان ليلتها مثل كلمات طلال حيدر في أغاني فيروز لكن عندما تصدّح في حي «السويقة» قرب باب مصلى! كان يُسرف من طاقته وروحه، ليدّلنا بخبرة صاحب محلّ «ستلايتات» كيف نلتقط القنوات الرسمية في حال أنزلت عن الأقمار الاصطناعية.
طبعاً غالباً يحسدنا الشعب السوري نحن معشر الصحافيين على هدية السماء لنا بهذا الوزير الأحجية! وغالباً الغيرة والحسد هما من جعلتا الأمور تذهب إلى هذا الإرباك، الذي حصل منذ يومين، بعد أن تسلّم مستشار الدراسات الإعلامية، مهمة إدارة القناة الإخبارية.
منذ تلك اللحظة ونحن مسيّجون بالحيرة، ترى من سيستشير معالي الوزير بعد اليوم حتى ينجز دراساته الإعلامية، وفتوحاته المهنية، التي يحققها، ومن سيتفرّغ لتخوين الناس على الفيسبوك وشتمهم، وقد صار صاحب هذه المهمات مديراً! على أيّة حال هي شدّة وحتماً مصيرها الزوال!

هامش:
الدراما جزء من الإعلام، لذا كوننا غسلنا أيدينا من نقيب الفنانين أو «رئيس الكركون« (نسبة لدوره في باب الحارة) زهير رمضان، فقد كان يتوجّب على وزير الإعلام، أن يحضر تشييع الراحل حاتم علي.
ولو فكّر ملياً بأنه لولا أمثال هذا الرجل وما أنجزوه، ما كان هناك إعلام سوري أصلاً، لشيّعه متواضعاً! ولو أمعن في التأمل بمقاربة بسيطة بين الأعمال التي يضع اسمه كمشرف عام، وأعمال حاتم علي، لشيّعه منحني الرأس وربما أكثر، فمهابة الموت وقداسته تستحقان أكثر من الانحناء معاليك!

Exit mobile version