هاشتاغ سوريا- رشا سيروب
يترقب المواطن يومياً وكل ساعة مرسوم تعيين رئيساً للحكومة بعد أداء أعضاء مجلس الشعب القسم الدستوري والذي يتعهد فيه الأعضاء العمل على تحقيق العدالة الاجتماعية، هل ستكون حكومة الغد التوأم الحقيقي للحكومات السابقة المتعاقبة التي رفعت شعار المواطن هو البوصلة؟!!، ولسان حال المواطن يقول لم نعد نتحمل الشعارات وعن أي مواطن تتحدثون؟
في عهد الحكومة السابقة احتلت سورية المرتبة الأولى في مؤشر مدركات الفساد على مستوى العالم، وإن افترضنا أن هذا المؤشر مسيّس، يتساءل المواطن كيف يمكن تفسير ثراء أو “إثراء” أقلية مقابل فقر “عام” للأفراد وللدولة على السواء؟!
عانت الحكومة السابقة من شح الموارد التي انعكست على الخدمات العامة، وعند كل ضائقة أو تذمّر شعبي كانت الحكومة تصرّح بأنها ما زالت تقدم الدعم “لأن المواطن بوصلتها”، وأن الدعم وكتلة الرواتب المساهمين الأكبر في عجز الموازنة العامة للدولة.
لكن كيف استطاعت الحكومة تأمين الموارد كي تبقى قادرة على تقديم الدعم ودفع الرواتب؟
لقد تحولت حاجة المواطن إلى وسيلة لاستنزاف دخل المواطن ومدخراته، فارتفعت رسوم استخراج نسخة إخراج القيد ولا حكم عليه، وتحول التعليم “المجاني” إلى تعليم مدفوع الأجر بزيادة رسوم التعليم الجامعي وزيادة نسبة التعليم الموازي إلى 40% من إجمالي عدد الطلاب، وكذلك الأمر بالنسبة للرسم القنصلي وتصديق الوثائق، ولا يخفى على أحد الارتفاع الدوري في أسعار السلع المقدّمة من قبل المؤسسة السورية للتجارة.
رغم أن “المواطن هو البوصلة” إلا أنه بقي إحدى الشعارات المقدسة التي رفعتها الحكومات المتعاقبة وظلت في إطار الشعارات والتصريحات والنوايا، والدول لا تبنيها الشعارات.
سورية تحتاج تعبئة كل مواردها وطاقاتها، لا يُستثنى منها أحد ولا يبرر استبعاد أحد، كان من الأجدى لوم رأس المال “الوطني” ورجال الأعمال بدلاً من لوم الحرب وظروفها ومتغيراتها.
والدول لا تُبنى بالشعارات بل بالعمل الجاد والإنتاجية والعدالة الاجتماعية، فهل سنشهد عهد جديد لحكومة جديدة تعمل لصالح المواطنين، جميع المواطنين دون استثناء؟!!