هاشتاغ-عصام التكروري
إنْ لمْ يَكنْ منْ البوحِ بالسِّرِ من بُدٍّ فسأبوحُ بسرِّ تعلقي بأصغرِ قُطبةٍ في ثنايا ثيابكِ …
إنَّها رائحتُكِ!
رائحتُكِ التي كانتْ دليلي إليكِ،
نعم … رائحتُكِ وليسَ قلبي،
رائحتُكِ التي ورطتني بكِ حتى التوى ـ مِنْ وجدٍ ـ غصنُ الرغبةِ وتفرفطَ الُّرمَان، من يومها بات مِنَ الظُلمِ أنْ تُحسبَ فصولُ السنةِ بهذيان الأرضِ حولَ الشّمسِ، بلَ أصبحَ لِزاماً أنْ تُحسبَ بمقدارِ ما يضوعُ هذا الكوكبُ برائحتِكِ … ويضيع، باتَ حتمياً أنْ يقتصرَ عملُ الطبيعةِ على إعادةِ تركيبِ ريّاها وفقاً لمزاجِ رائحتكِ إذ لا أحدَ إلاكِ يتقنُ فنَّ التلاعُبِ بالفروقاتِ الطفيفةِ بينَ الفصولِ … وفنَّ التلاعُبِ بقلبي.
إنَّها رائحتُكِ… ومنْ قبلها لمْ يكُنْ للجوري أنْ يُضرمَ بنفسهِ الشوكَ كلَما مرَّ صوبَكِ في نهاياتِ نيسان،
إنَّها رائحتُكِ… ومنْ بعدها لنْ يكونَ للكاردينيا مِنْ همٍّ سوى مُحاكاةِ فَوحِ صدركِ /الهودج في أماسي الخريف، ففوحُكِ حالة عناقٍ هستيري بينَ رائحةِ ذهبِ أيلول ورطوبةِ الغيمِ،
إنَّها رائحتُكِ… ومِنَ الحينْ لن يُضيرَ الآلهةَ أنْ تُعلقها حجاباً بعدَ أنْ تخلعَ قداستها ميممةً شَطرَ وادٍ بين هضبتين قُدتا من ظباءِ “سَومَر” وحَجلِ “أكَّاد” … يا لسرير الأبدية!
إنَّها رائحتُكِ…
قالتْ “كُن”… فكنتُ سادناً لمكامنِ العًنبرِ في المُربكِ منْ زواياكِ،
وقالتْ “كُن”… فكنتُ درويشاً في مداراتِ العُودِ المُتصاعدِ منْ أحضَانكِ ،
ثم قالتْ “كُن”… فكنتُ شقياً بشبقٍ يضرمهُ ـ عنْ غيرِ قصدٍ ـ ما باحَ مِنْ نداكِ.
إنَّها الرائحة …
عصا الحواسِ المعطوبةِ،
دليلُ من دلُيلهُ احتار،
إنَّها الرائحة …
فاتحةُ البداياتِ الطروبِ،
الدَّينُ المؤجَّلُ لضنى النهايات،
والحبرُ الأزلي للذكريات،
كمّ هي شهيةٌ رائحتُكِ, شهيّةٌ كبلادٍ لا تغيرُ رائحةَ عزّها سَمُومُ الأحقاد،
رائحتُكِ أفيونٌ يجعلني ـ حتى الحين ـ أحتملُ سَمُومَ هَذي البلاد…
يا لهَذي البلاد.