انتشر فيديو خلال الساعات الماضية، على مواقع التواصل الإجتماعي في لبنان، يظهر ما يقارب الـ 14 عاملاً يتعرضون للضرب والإهانة من قبل أحد أصحاب العمل.
وبينهم على الأقل طفل قاصر، بحسب ما بدا من ملامحه.
وفي التفاصيل، تبيّن أن صاحب العمل اتهم هؤلاء العمال بسرقة مبلغ من المال، فلم يجد سبيلاً سوى تعريتهم والانهيال عليهم بالضرب وتصويرهم لمزيد من الإهانة.
سد الأفواه
وقام صاحب العمل بسد أفواه العمال بحبة من البطاطا أيضاً، ليكتم أنفاسهم.
في المقابل، زعم أقارب بعض العمال (لبنانيين وسوريين) أن المعتدي أراد التهرب من دفع مستحقاتهم بعد كدهم لأربعة أيام طويلة في قطف الكرز، فما كان أمامه سوى تلفيق تلك التهمة.
بيان قوى الأمن
من جهتها أصدرت القوى الأمنية بيان مساء أمس الأربعاء، أن الحادثة وقعت في بلدة العاقورة، وهي إحدى القرى في قضاء جبيل بمحافظة جبل لبنان.
وأوضح البيان أن مواطناً لبنانياً تقدم قبل 3 أيام بشكوى أمام مخفر البلدة، مدعياً أن مجموعة من العمال سرقت منه مبلغاً قدره 100 مليون ليرة لبنانية، فحولت شكواه إلى مخفر جونية للتحقيق.
بعد انتشار الفيديو
إلا أنه فور انتشار تلك المقاطع المهينة خلال الساعات الماضية، تحرك الأمن وفتح تحقيقاً في الحادث، كما أصدر القضاء مذكرة بإحضار المعتدي.
و انتقد منتصر بنبوق بيان قوى الأمن قائلا: “للاستماع لافادته …..معقولة هيك جريمة بيطلع بيان للاستماع لافادته ….و احضار الشخص الذي يعملون لديه ….لو فرضنا العاملين مذنبين تعذيبن و اهنتن و تصويرن جريمة بحد ذاتا ….البيان ضعيف للغاية”.
بينما علقت زينة حداد على الفيديو: “الإعتداء على أجساد الناس وعلى كراماتن بنشر الفيديو يتطلب أكثر من أخذ إفادة”.
وتابعت “الرجل قرر يشتغل محلكم. إذا كل واحد إنسرق بده يعمل نفس الشي ما في غير الناس حتنزل ضرب ببعضا! لازم هيدا الشخص يتعاقب بأشد عقومة ممكنة حتى ما يتكرر هالوضع. يمكن هو ضحية سرقة لكن أكيد هو متهم بالتعذيب!”.
وطالب هايل خزال بوضع اللبنانيين بصورة التحقيق ” نأمل منكم وضع الرأي العام بمجريات التحقيق مع الشخص المعتدي وشركائه على الشباب الذين تم ضربهم وتعذيبهم بشدة”.
يذكر أن تلك المشاهد المهينة أثارت موجة غضب على مواقع التواصل، فيما انتقد العديد من الناشطين تكرار حوادث سوء معاملة النازحين السوريين في البلاد.
ومنذ أن اندلعت الحرب السورية، نزح الى لبنان ما يقارب المليوني سوري، وكثرت حوادث التعامل العنصري مع السوريين وسبقتها العديد من حالات العنف والتمييز والاضطهاد ضدهم طوال السنوات ال11 الماضية بينها حالات قتل وتعذيب لأطفال.