تحدث الجلوكوما عندما لا يتم تصريف السائل الموجود في العين (السائل الهدبي) بشكل صحيح، مما يزيد الضغط داخل العين والعصب البصري (الذي يحمل الصور المرئية إلى المخ ويحتوي على عدد كبير جدًا من الألياف العصبية)، ويمكن أن يؤدي إلى فقدان البصر إذا لم يتم الكشف عنها ومعالجتها في وقت مبكر، حيث لا تسبب دائمًا أعراضًا في المراحل المبكرة، ويمكن أن تؤثر في الناس من جميع الأعمار، بما في ذلك الرُّضع. ولكن الأكثر شيوعًا في البالغين، وتعد الجلوكوما من أكثر أمراض العيون انتشارًا وأخطرها.
في بداية اكتشاف مرض الجلوكوما، كان من الصعب علاج المرض وذلك بسبب ما يحصل من تغيرات عشوائية في ضغط العين لدى المريض، حيث كان المرضى لا يستطيعون الشعور بازدياد ضغط العين لديهم، وبالتالي فإن ليس لهم قدرة على معرفة متى يمكن استخدام قطرات العين المخصصة لهذا المرض.
وبهدف التخلص من هذه المشكلة، قام فريق بحثي في إحدى الجامعات الواقعة في الصين بتطوير عدسات لاصقة يمكن استخدامها لمراقبة تغيرات ضغط العين باستمرار، ولها القدرة على إعطاء أدوية الجلوكوما بشكل تلقائي في حال تجاوز ضغط العين لحد معين، وبالتالي يمكن أن توفر راحة مباشرة.
وقد تمت دراسة مفعولها على الأرانب والخنازير.
أما حول تفاصيل هذه العدسة، فهي تتكون من طبقتين ويتواجد جيب من الهواء بين هذه الطبقات. حيث عند ازدياد الضغط داخل العين سوف يتم الضغط على هذا الجيب الهوائي. الأمر الذي ينبه النظام الإلكتروني لهذه العدسة من أجل إعطاء دواء البريميونيدين “Brimonidin”، وهو أحد الأدوية المستخدمة لتخفيض ضغط العين.
إن الطبقة الخارجية للعدسة تتكون من ست صفائح نحاسية تعمل كمنشط والتي تكون مرتبة على شكل حلقات حول حدقة العين. وتتواجد وحدات صغيرة من البريمونيدين على طول حافتها، مرتبة بحيث لا تعيق الرؤية. حيث يتم إفراز الدواء من هذه الوحدات بواسطة تيار كهربائي صغير من الجانب السفلي للعدسة.
إن هذه العدسات اللاصقة المبتكرة طفيفة التوغل وتعطي قزحية المريض صبغة ذهبية. كما أنها تعمل بشكل لاسلكي ولا تحتوي على البطاريات، ويمكن استخدامها لعلاج مجموعة متنوعة من أمراض العين وليس فقط الجلوكوما. إضافة إلى أنه يمكن ربطها مع تطبيق خاص على هاتف ذكي بهدف تزويد المرضى بمعلومات تتعلق بصحة عيونهم.