دعا “الاتحاد العام التونسي للشغل”، الرئيس قيس سعيّد، إلى استعادة العلاقات الدبلوماسية مع سورية، المقطوعة منذ عام 2012.
جاء ذلك في بيان قدّمه الاتحاد، الذي يعتبر من أكبر المنظمات الوطنية والنقابية بـ تونس، إلى سعيّد قبيل عرضه خارطة طريق لإدارة مرحلة التدابير الاستثنائية المعلنة في تونس، منذ 25 من الشهر الماضي.
وقال الاتحاد في بيانه “ندعو إلى بلورة استراتيجية وطنية لعلاقات تونس الخارجية تقطع مع الاصطفاف وتتعامل بندية وتغلب مصلحة البلاد وتعيد الحرارة لعمقها العربي الحقيقي وخاصة بإعادة العلاقات مع الشقيقة سورية”.
كما طالبت المنظمة النقابية بمحاسبة من تورط في عمليات تسفير تونسيين للقتال في الخارج، ومن بينهم الآلاف في سورية، ومن تورط في الاغتيالات السياسية والاعتداء على المنظمات والأحزاب والشخصيات وغيرها.
ويعتبر “الاتحاد العام التونسي للشغل” من أبرز المؤيدين في تونس لإعادة العلاقات مع دمشق.
وفي عام 2017، زار وفد نقابي يضم 29 شخصية من “الاتحاد” دمشق، التقاهم الرئيس الأسد بدمشق، في زيارة أثارت حينها جدلاً في تونس، وسط خلاف حاد بين مؤيدي الانفتاح على دمشق ومعارضيه.
وكانت تونس قطعت العلاقات مع سورية في شباط 2012 بقرار من الرئيس التونسي السابق، المنصف المرزوقي.
إلا أنه بعد سنوات، بدأ الموقف التونسي يشهد نوعاً من التغيّر، حيث دعت بعض الأحزاب التونسية، أبرزها “الحرة لمشروع تونس” و”الجبهة الشعبية” و”الاتحاد الوطني الحر” و”آفاق تونس” و”نداء تونس”، لاستئناف العلاقات الدبلوماسية مع دمشق في نيسان من عام 2017.
وزار نوابٌ تونسيون سورية في آذار من العام 2017، بهدف إعادة العلاقات مع دمشق، والتقاهم الرئيس التونسي الراحل، الباجي قائد السبسي، عقب عودتهم، وأعلن أنه “لا مانع جوهرياً لإعادة العلاقات مع دمشق إلى مستواها الطبيعي”.
وفي آذار من عام 2019، وفي إطار التحضير للقمة العربية التي عقدت في تونس، أكدت الخارجية التونسية وجود مساعٍ حقيقية لإعادة سورية إلى الجامعة العربية، ورفع التجميد عن عضويتها”.
وخلال التنافس على الرئاسة في تونس، بعد وفاة الباجي قائد السبسي، منتصف أيلول من عام 2019، اعتبر عدد من المرشحين أن القرار الذي اتخذه المرزوقي بطرد سفير سورية من ضمن “الأخطاء الكبيرة”، وجاء “إثر اتباع سياسة المحاور”.
وبعد فوزه، أعلن الرئيس التونسي الجديد، قيس سعيّد، أن “القضية السورية هي شأن سوري داخلي يجب ألا يتدخل به أحد”.