Site icon هاشتاغ

اتصال قد ينتهي بعقوبة.. مقدمو برامج الخدمات ليسوا أوفر حظاً!

هاشتاغ سوريا– إيفين دوبا

بداية، وبالعودة إلى ما تناقلته بعض وسائل الإعلام المحلية، ومواقع التواصل الاجتماعي، بخصوص إيقاف المذيع ومقدم برنامج “عالمكشوف” في إذاعة سوريانا، الإعلامي “بشار رضوان” عن العمل حتى إشعار آخر. ورغم أن المذيع أكد قرار إيقافه عن العمل دون ذكر الأسباب، لكن كل من تداول الخبر ربط بين قرار الإيقاف والاتصال الهاتفي الذي جرى بين مقدم عالمكشوف، وبين محافظ حماة، محمد الحزوري، والذي نتج عنه إغلاق المحافظ للخط بوجه المذيع وضيفته التي كانت تشتكي على الهواء مباشرة، وعدم رده على محاولات فريق البرنامج معاودة الاتصال معه مرة أخرى.

“هاشتاغ” حاول التواصل مع مدير إذاعة “سوريانا” مضر مسعود، للوقوف على أسباب قرار الإيقاف، وهل حقاً يمكن للمحافظ أن يضغط باتجاه قرار إيقاف مقدم برنامج خدمات مذاع على الهواء وفقاً لما تناقلته الصفحات والمواقع.

مدير الإذاعة أكد في اتصال مع “هاشتاغ” أن خبر الإقالة غير صحيح، مشيراً إلى أن مقدم البرنامج بشار رضوان في إجازة حالياً، وسيعود لتقديم برنامجه بعد انتهائه من إجازته، وكل ما تم تداوله على وسائل التواصل غير صحيح جملةً وتفصيلا.

ومع هذا، فإن خبر إيقاف المذيع رضوان عن العمل كان أكده المذيع نفسه عبر منشور على صفحته الشخصية في فيسبوك قال فيه: “أنا المذيع بشار رضوان صدرت بحقي عقوبة الإيقاف عن العمل حتى إشعار آخر” دون أن يشير إلى سبب الإيقاف المتخذ بحقه.
لكن، مدير إذاعة سوريانا عاد وأكد أن “وسائل التواصل الاجتماعي تعمل على تكبير الموضوع، وتتوهم بوجود خلافات، وهذا لا أساس له”.

ورغم وجود التباس وتناقض في التصريحات بين المذيع ومدير الإذاعة، ستكون الأيام القادمة كفيلة بكشف ما لم نعرفه، وهو ما وعد بتفسيره مدير إذاعة سوريانا، خلال أيام قليلة.

لكن ما حدث مع المذيع رضوان، وفيما لو صح خبر إيقافه بسبب مكالمة هاتفية جرت مع المحافظ، هو أمر يستحق الاهتمام والوقوف عنده، ويثير التساؤل بخصوص الضغوط -إن صح التعبير – التي قد يتعرض لها مقدمو برامج الخدمات في الإذاعات المحلية، خلال الظروف الحالية الصعبة التي تعيشها البلاد، وما قد تسببه من مشكلات للعاملين عليها، خاصةً في ظل وجود نقص واضح في الخدمات التي يحتاجها المواطن. وهنا ينبري مقدمو برامج الخدمات للتواصل مع الجهات المسؤولة لحل مشكلات المواطنين، أو الحصول على توضيح وتفسير لمشكلة ما، وكل ذلك على الهواء مباشرة.

الواقع يقول إن هناك ساعات طويلة من الانتظار يقضيها المواطن من أجل الحصول على الخبز، أو البنزين، ناهيك عن تلك الساعات غير المحدد عددها استعداداً لاستقبال الكهرباء، وغيرها من الخدمات غير المتحققة. هذه الموضوعات وغيرها هي مادة برامج الخدمات في الإذاعات المحلية، لتكون بذلك عبارة عن صلة وصل لإيصال شكوى المواطنين إلى الجهات المسؤولة، وذلك عبر طلب المسؤولين على الهواء مباشرة دون أي تحضير مسبق، وطرح المشكلات من قبل الضيف ليتم من بعدها مواجهة المسؤول بها، في محاولة لإيجاد حل أو تفسير أو توضيح في أضعف الإيمان.

لكن، ما يحصل في أغلب الأحيان، أن تلك الجهات تتهرب، أو لا ترد أساساً، أو حتى تتسبب في وجود مشكلة للبرنامج الخدمي، وهنا يمكن العودة إلى ما بدأنا به، برنامج “عالمكشوف” على إذاعة سوريانا؛ حيث، اتصلت سيدة تدعى “كريمة” من قرية نبع الطيب واشتكت إغلاق الطريق المؤدي إلى منزلها وعدم استجابة المسؤولين المحليين لها، فقام الإعلامي “رضوان” بالاتصال مع محافظ حماة، الذي رد بأن طريقها مخالف وأنه وعدها بالمساعدة، فردت عليه السيدة بأن طريقها ليس مخالف وإذا كان مخالفاً لماذا تم شقه إذاً، لكن محافظ حماة أغلق الخط ولم يستجب لمحاولات الاتصال اللاحقة معه، أما السيدة فتابعت حديثها ومناشدتها للحصول على حل.

هذه إحدى أهم العوائق التي تقف في وجه برامج الخدمات بشكل عام، حسب ما تقول، نجود يوسف، مقدمة برنامج ” الهوا إلك” على إذاعة ميلودي، وتضيف، كما هو معلوم اليوم، فإن أغلب مشكلات المواطنين، تتعلق بالكهرباء والمياه، والخبز، وهي تتعلق بالجهات الحكومية، والتي في كثير من الاحيان يصعب التواصل معها، وذلك لأسباب عدة، منها عدم قدرة تلك الجهات على حل مشكلاتها بنفسها.

مقدمة برنامج “الهوا إلك” أكدت ل”هاشتاغ” أنه من الممتع جداً العمل ضمن برنامج خدمي لإيصال صوت الناس الذي نحن جزء منه، ونعاني من المشكلات نفسها التي يعانون منها. لكن، المشكلة الأساسية تكمن في عدم تعاون الأطراف لحل تلك المشكلات، وهو ما قد يوقع البرنامج في مشكلة أكبر تكمن في عدم المصداقية بالنسبة للمواطن صاحب الشكوى، في حين من الممكن أن يتحجج المسؤول بوجود ألف ثغرة وحسب القانون، كما يقول، تمنعه من أداء عمل ما.

ومن جهة أخرى، تضيف نجود يوسف “أحياناً يقع البرنامج في مشكلة عدم القدرة على معالجة بعض المواضيع، خاصةً تلك التي تتعلق بالفساد، والتي من الممكن أن تتسبب في مشكلات اكبر

، وهو ما عانينا منه في البرنامج، عبر بحث بعض المشكلات التي تتعلق بمشروع 66 في المزة، ولم نستطع التوصل إلى حل في أغلب ما طرحناه”.

في هذا الوقت، لفتت رؤى حمدان، المعدة المسؤولة في برنامج “صلة وصل”، الذي يقدمه عمر عيبور، على إذاعة نينار اف ام، إلى أن مهمة البرامج الخدمية في أغلب الاوقات تكون بتجميل الواقع، وما يحتاجه المواطن صاحب الشكوى في كثير من الأحيان يكون عبارة عن “كلمة جميلة” تخفف من آثار الضغوط التي يعاني منها في الحياة المعيشية.

وبحسب ما قالت رؤى حمدان، ضمن تصريح خاص ل”هاشتاغ”، إن “الظروف العامة صعبة ولا يمكن إلقاء اللوم على جهة ما، فالمواطن، لم يعد بإمكانه التحمل أكثر من حوالي تسع سنوات من الحرب، والجهات المعنية أيضاً، في أغلب الأحيان لا تملك الجواب الشافي للمواطن الذي يعاني. لكن، ما نسعى إليه من خلال البرنامج الخدمي، الذي نقدمه، إحراج الضيف المسؤول من أجل الرد على الشكوى، وفي أغلب الأحيان يتهربون من الإجابة، أو يتسببون في مشكلات بالنسبة للمعد أو مقدم البرنامج، وهو يمكن ما حصل مع مقدم برنامج الخدمات عالمكشوف على إذاعة سوريانا بشار رضوان”.

هذه الحادثة، غير المؤكد أسبابها حتى الآن، عادت بالكثيرين إلى موضوع توقيف الصحفي “كنان وقاف”، قبل أيام مضت، والربط مع حادثة إيقاف المذيع “بشار رضوان”، والتساؤل عن المخاطر التي قد يكابدها الصحفيون في عملهم لمجرد طرحهم لموضوعات فساد أو محاولتهم معالجة مشكلات الناس فيقعون في مشكلات أكبر.

Exit mobile version