عادت الاتهامات الأميركية ضد إيران مجدداً، حيث تتهمها بالتورط في خطة لاغتيال الرئيس المنتخب دونالد ترامب، وذلك بعد أيام من فوزه في الانتخابات الرئاسية الأميركية.
وتضيف هذه الاتهامات تعقيدات جديدة إلى العلاقة المضطربة بين إيران والولايات المتحدة، مما يجعل من الملف الأمني موضوعاً ساخناً في السياسة الأميركية، خاصةً في ظل المخاطر الأمنية المتزايدة التي يواجهها ترامب وأنصاره بعد عودته إلى البيت الأبيض.
ووفقاً لما ذكرته وكالة “أسوشيتد برس”، فقد كشفت وزارة العدل الأميركية عن توجيه اتهامات جنائية تتعلق بما وصفته “مؤامرة إيرانية” لاغتيال ترامب قبيل الانتخابات.
ونقلت شبكة “إيه بي سي” الأميركية عن مصادر أمنية – لم تُسمِّها – أنه تم توجيه التهم إلى ثلاثة أشخاص ضمن خطة إيرانية لملاحقة واغتيال ترامب ومعارضين إيرانيين في الولايات المتحدة.
تفاصيل الاتهام الجنائي
بحسب وكالة “أسوشيتد برس”، زعمت وثائق الاتهام الجنائي -الذي رُفع أمام محكمة فدرالية في مانهاتن بولاية نيويورك- أن مسؤولاً في الحرس الثوري الإيراني، لم يُفصح عن هويته، قد أصدر تعليمات في أيلول/ سبتمبر الماضي لأحد عملائه بتنفيذ خطة لاغتيال ترامب.
وتدعي الوثائق أن المسؤول الإيراني طلب من عميله، فرهاد شاكري، وضع خطة لمراقبة ترامب واغتياله، وأعطاه فترة زمنية لتنفيذ ذلك.
وأضاف المسؤول أنه إذا لم تُنجز الخطة في الموعد المحدد، فإن إيران ستُرجئ خطتها لما بعد الانتخابات، حيث كان المسؤول يعتقد أن ترامب سيخسر الانتخابات، وسيصبح اغتياله أسهل حينها.
ومع ذلك، يُشير الاتهام إلى أن شاكري أخبر مكتب التحقيقات الفدرالي (FBI) بأنه لم يكن يعتزم تقديم أي خطة اغتيال خلال المهلة الممنوحة من المسؤول الإيراني.
تحذيرات مسبقة
نشرت شبكة “سي إن إن” الأميركية في تموز/ يوليو الماضي تقارير عن تلقي الولايات المتحدة معلومات استخباراتية تفيد بتخطيط إيراني لاغتيال ترامب.
وبحسب مسؤول أميركي، فقد أبلغ جهاز الخدمة السرية حملة ترامب بتزايد التهديدات الأمنية، وتم تعزيز الإجراءات الأمنية لحمايته.
نفي إيراني قاطع
ردّاً على الادعاءات، نفت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة صحة الاتهامات الأميركية، ووصفتها بأنها “لا أساس لها من الصحة وخبيثة”.
وأوضحت البعثة أن إيران تعتبر ترامب “مجرماً أمر باغتيال الجنرال قاسم سليماني”، وأكدت ضرورة محاكمته على تلك الجرائم بالوسائل القانونية، مشيرةً إلى أن طهران “اختارت الطريق القانوني لتحقيق العدالة”.
حادثة الاغتيال السابقة في بنسلفانيا
تجددت الاتهامات ضد إيران بشكل لافت بعد حادثة إطلاق النار على ترامب في 13 تموز/ يوليو الماضي، عندما حاول شاب أميركي يُدعى توماس ماثيو كروكس اغتياله أثناء حدث في ولاية بنسلفانيا.
وقد ألقى أنصار ترامب باللوم على الحزب الديمقراطي في هذه الحادثة، حيث رأوا أن تصريحات الرئيس جو بايدن وبعض القادة الديمقراطيين، والتي تُصور ترامب كمستبد يهدد الديمقراطية، ساهمت في تصعيد المشاعر المعادية له ومهدت الطريق لهذه المحاولة.