مع تصاعد العمليات العسكرية بين “إسرائيل” و”حزب الله”، يبدو أن احتمالات المواجهة البرية بين الجانبين أصبحت أكثر واقعية.
لكن، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة “التايمز” البريطانية، فإن المواجهة المحتملة ستكون مختلفة تماماً عن حرب 2006، حيث يمتلك حزب الله حالياً جيشاً يتألف من آلاف الجنود وما يقارب الـ 150 ألف صاروخ وقذيفة.
أشار ماثيو سافيل، مدير العلوم العسكرية في المعهد الملكي للخدمات المتحدة، إلى أن الضربات الجوية الإسرائيلية وحدها لا تكفي لاستهداف بنية حزب الله التحتية، التي يُعتقد أن معظمها مخبأ تحت الأرض.
ويبدو أن حزب الله قد استعد مسبقاً لمثل هذه الحرب من خلال بناء شبكة واسعة من الأنفاق والمخابئ في جنوب لبنان، بحسب الصحيفة.
في هذا السياق، قال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، إن أي غزو إسرائيلي لجنوب لبنان سيكون “فرصة تاريخية” للحزب، محذراً من أن الجنوب سيصبح جحيماً لأي جيش إسرائيلي يحاول اجتياح المنطقة.
ووفقاً للصحيفة، تؤكد تصريحات نصر الله أن حزب الله يرى في الحرب البرية فرصة لاستدراج الجيش الإسرائيلي إلى مواجهات غير تقليدية في التضاريس الوعرة، التي يمتلك فيها ميزات تكتيكية كبيرة.
استعدادات حزب الله.. أنفاق ومواقع دفاعية معقدة
بحسب ما ذكره ألون مزراحي، المحلل الإسرائيلي، فإن حزب الله يسعى لاستدراج “إسرائيل” إلى “جحيم جنوب لبنان”، حيث تمتلك الجماعة شبكة معقدة من الأنفاق والمخابئ، والتي تعد الأكثر تصميماً لاستراتيجية حرب العصابات.
وتشير التقديرات إلى أن طول شبكة الأنفاق التي يمتلكها حزب الله في جنوب لبنان قد تصل إلى مئات الأميال، ما يمنح مقاتلي الحزب قدرة هائلة على التحرك بسرية وتوجيه ضربات موجعة للقوات الإسرائيلية.
على عكس الأنفاق التي كانت تستخدمها حركة “حماس” في غزة لأغراض تهريب البضائع والأسلحة، فإن أنفاق حزب الله مصممة بشكل أساسي لأغراض عسكرية وتكتيكية، حيث يمكن استخدامها لإطلاق النار والتراجع بسرعة إلى الداخل لإعادة التسلح.
وتم تجهيز هذه الأنفاق للتعامل مع أي غزو بري إسرائيلي.