هاشتاغ _ ياراصقر
يعتبر ارتفاع التوتر الشرياني؛ أو ما يعرف بين الناس بارتفاع الضغط، أحد الأمراض المزمنة الشائعة، إذ إنه يصيب أكثر من مليار ونصف المليار شخص على مستوى العالم حاليًا.
ولا يدرك الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم حول العالم، أنهم مصابون به، وهذا يؤدي إلى حدوث مضاعفات خطيرة للمرض، ولذلك فإنه يسمى بالقاتل الصامت.
ما المقصود بارتفاع التوتر الشرياني؟
يقول الدكتور أسامة محمد، الاختصاصي بالأمراض الداخلية القلبية “إن ارتفاع التوتر الشرياني هو وجود ضغط دموي مرتفع في الشرايين يعرض المريض لخطورة متزايدة، ويعد السبب الأساسي للجلطات الدماغية أو السكتات الدماغية واحتشاء عضلة القلب، ويعتبر ضغط الدم مرتفعًا عندما يكون أكثر من 140/90ميليمتر زئبقي والطبيعي أقل من 130/85ميليمتر زئبقي”.
ويضيف محمد في حديثه لـ “هاشتاغ”: “يتطور ضغط الدم المرتفع في الغالب على مدى سنوات طويلة، ويمكن أن يحدث عند كل الأعمار، وترتفع معدلات الإصابة مع العمر. وهو أكثر شيوعاً عند الرجال بالمقارنة مع النساء (علماً بأن سن الضهي يخفض من هذا الفرق)”.
ما أسباب ارتفاع التوتر الشرياني Hyper tension؟
يوضح الاختصاصي أسامة محمد أن ارتفاع الضغط يصنف إلى صنفين: أساسي “Essential” وثانوي “Secondary”.
ارتفاع الضغط الأساسي: يعني ارتفاع ضغط الدم دون وجود حالة طبية واضحة مسببة له أو مجهول السبب، ونسبته 90%بين المرضى .
ارتفاع الضغط الثانوي: يشمل الحالات المتبقية من ارتفاع الضغط، التي تشكل نسبة 5– 10% من الحالات، وهو يحدث نتيجة لسبب يمكن تحديده.
كما تعد أمراض الكلى السبب الأكثر شيوعاً لإحداثه (التهابات الكبد والكلية، اعتلال الكلية السكري، الكلية متعددة الكيسات، تضيق شرايين الكلية).
ويتابع محمد بالقول: يمكن أيضاً أن يحدث نتيجة لأمراض الغدد الصماء، مثل فرط نشاط قشر الكظر أو قصور الغدة الدرقية وجارات الدرق، ضخامة النهايات، وفرط إفراز هرمون النمو، وورم القواتم.
وتشمل الأسباب الأخرى كلاً من البدانة والحمل وتضيق برزخ الشريان الأبهر وبعض العقاقير الدوائية (مضادات الالتهاب غير الاستروئيدية مثل البروفن والفولتارين والديكلون، الستروئيدات مثل الكورتيزون وأيضا المخدرات).
ويشير محمد الى أن هناك ما يسمى ارتفاع التوتر الشرياني الخبيث؛ وهو حالة إسعافية يكون الضغط أعلى من 200/130 ويمكن أن يؤدي الى قصور كلوي حاد، قصور قلب، اعتلال دماغي.
ويحذر الاختصاصي أنه في حال عدم العلاج فإن 90% من المرضى يموتون خلال سنة.
هل يمكن أن يحدث ارتفاع التوتر الشرياني عند الأطفال؟
يبيّن الاختصاصي محمد أن ارتفاع ضغط الدم منتشر أساساً بين البالغين، لكن الأطفال أيضاً قد يكونوا عرضة للإصابة به في بعض الأحيان، فهو يؤثر على 1- 5٪ من الأطفال والمراهقين، ويترافق مع مخاطر طويلة المدى لاعتلال الصحة.
وهو يتطور لدى الأطفال كنتيجة لمشاكل في الكلى أو في القلب وللأسباب االثانوية التي ذكرناها سابقا.
وقبل أن نبدأ بالعلاج – يشرح محمد – هناك إستقصاءات معينة وخاصة علينا إجراءها: تعداد عام كرياتنين، سكر في الدم، كوليسترول، فحص بول لتحري بروتين البول، تخطيط قلب.
وأيضا هناك إستقصاءات نوعية في حال وجود سبب ثانوي إيكو كليتين، تصوير شرايين كلوية، بول 24 ساعة لتحري الميتاثفرين أو فينيل مندليك أسيد لنفي الأسباب الغدية مثل ورم القواتم ، زينين، الألتسترون، عيار كورتيزول البول الحر.
متى يبدأ بالعلاج؟
يوضح محمد أنه يجب معالجة كل المرضى المصابين بالتوتر الشرياني الخبيث، والمرضى الذي يعانون من التوتر الشرياني المستمر الذي يكون الضغط عندهم عادة أعلى من 160/100 بشكل دائم في القياسات.
وبالنسبة للأشخاص الذين يكون الضغط عندهم أكثر من 140/90 القرار بالعلاج يعتمد على وجود خطورة للحوادث الوعائية القلبية، أو وجود داء السكري، أو أذية في أحد الأعضاء الانتهائية مثل الشبكية أو الكلية.
ويكمل محمد: يهدف علاج مرض ارتفاع ضغط الدم إلى التقليل من تطور المرض ومنع حدوث المضاعفات الناتجة عنه، وذلك من خلال تخفيض ضغط الدم المرتفع.
كما يعتمد مقدار الانخفاض اللازم في ضغط الدم على حالة المريض والأمراض الأخرى التي يعاني منها.
وينوه محمد إلى أنه يجب أن يكون إنقاص الضغط بالتدريج ولا نحاول إنقاصه بطريقة سريعة، لأن إنقاصه بسرعة يؤدي إلى مخاطر كثيرة منها الجلطة الدماغية أو الاحتشاء الدماغي.
ويقول محمد إن العلاج يعتمد على عدة عوامل أهمها تعديل نمط الحياة، إيقاف التدخين(في حال كان المريض مدخنا).
بالإضافة الى حمية قليلة الدسم، وفي حال كان هناك زيادة في الوزن يجب إنقاصه، إنقاص تناول الكحول، ممارسة الرياضة بمعدل 20-30 دقيقة، إنقاص تناول الملح.
والجدير بالذكر أن هناك عوامل محرضة لارتفاع الضغط مثل الألم، الحالة النفسية التوترية (وهي ليست أسباب لارتفاع الضغط)، ولكن في حال كان الشخص لديه استعداد لارتفاع الضغط الشرياني، حسب الاختصاصي.
ويشرح محمد: يعتمد علاج التوتر الشرياني على المدى الطويل؛ فبالنسبة لارتفاع التوتر الشرياني الأساسي، هذا النوع غير قابل للشفاء، ويجب أن يعلم المريض أنه سيتناول الدواء مدى الحياة.
أما التوتر الثانوي فهذا النوع يمكن علاجه بمعالجة الأسباب المؤهبة له.
ونبدأ عادة مع مريض ارتفاع التوتر الشرياني الأساسي – بحسب محمد – بوصف أي دواء يمكن أن يخفض الضغط مثل حاصرات بيتا، مدرات تيازيدية، حاصرات مستقبلات الخميرة، حاصرات الخميرة، حاصرات أقنية الكالسيوم.
ويوضح محمد: هناك حالات خاصة نفضل أدوية على غيرها، فمثلا المريض الذي لديه نقص تروية قلبية وتسرع نبض، نصف له حاصرات بيتا، أما مريض داء السكري فنصف له حاصرات الخميرة أو مستقبلات الخميرة كخيار أول.
وبالنسبة للسيدات الحوامل اللواتي يعانين من ارتفاع الضغط الشرياني نصف لهن ألفاميتيل دوبا أو حاصرات أقنية الكالسيوم.
ويلفت محمد، إلى أنه بالنسبة لهذا المرض لكي نقرر إن كان الدواء فعالا عند المريض نحتاج لمدة من الزمن تتراوح من 4-8 أسابيع من العلاج وتقييم العلاج عادة يكون بالمراقبة وقياس الضغط بشكل دوري.
وتعد الحالة النفسية أو التوترية هي سبب محرض وليس مؤهب، فمثلا مريض ارتفاع توتر شرياني أصابه قلق أو توتر لأي سبب من الأسباب نحن كاختصاصيين علينا معالجة المريض في هذه الحالة من ارتفاع التوتر الشرياني والتوتر المحرض لارتفاعه، ولا يمكن أن نضبط الضغط بدون معالجة الحالة النفسية المحرضة. وفقا ًللاختصاصي.
ويتابع، بالنسبة للأشخاص المتوترين الذين يتمتعون دائما بضغط عالي نسبيا نصف لهم حاصرات بيتا لأنها تبطئ النبض وتخفض من الفعالية الودية لإفراز الأدرينالين عند الشخص وهو الهرمون المسبب للقلق والتوتر وبذلك نضبط الضغط.
ويتساءل بعض المرضى لماذا يستجيب البعض لأدوية معينة والبعض الآخر لا يستجيب، يقول الدكتور أسامة محمد أنه ليس هناك أسباب معينة إنما الأمر منوط بفزيولوجية كل جسم وقد نصف للمريض أكثر من دواء لكي نتوصل لإنقاص الضغط وهذا أمر طبيعي جدا.
الشروط النظامية لقياس الضغط
ويختم محمد: يُفضل أن يكون قياس الضغط صباحا قبل تناول الفطور أو أي منبهات وأن تكون المثانة فارغة والشخص لا يعاني من أي إجهاد أو توتر لنحصل على رقم دقيق في القياس.