وصلت التوترات بين “إسرائيل” وإيران إلى مستويات غير مسبوقة، مع تبادل التهديدات بالرد والرد المضاد.
ففي حين تستعد “إسرائيل” لاتخاذ خطوات عسكرية محتملة ضد إيران، تؤكد طهران أنها مستعدة للرد بقوة على أي هجوم.
ومع استمرار التصعيد، يبقى الوضع في الشرق الأوسط قابلاً للانفجار في أي لحظة، وسط تحذيرات من أن أي ضربة عسكرية جديدة قد تؤدي إلى تصعيد أكبر في المنطقة.
وأعلنت “إسرائيل” أن حكومتها في حالة “انعقاد دائم” لمناقشة الرد على إيران، بينما صرح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن بلاده “لا تهاب الحرب وسترد بقوة” على أي تهور جديد يصدر عن “الكيان الصهيوني”.
وتأتي هذه التصريحات في أعقاب تصاعد التوترات بين الطرفين بعد هجوم صاروخي إيراني على “إسرائيل” الأسبوع الماضي.
“إسرائيل” تستعد للرد
في حديثه إلى وسائل الإعلام من نيويورك يوم الاثنين، أكد مندوب “إسرائيل” لدى الأمم المتحدة داني دانون أن مجلس الوزراء الإسرائيلي في حالة انعقاد دائم لمناقشة الرد على الهجوم الإيراني.
وأوضح دانون أن “إسرائيل” تدرس “اختيار الموقع الدقيق” للرد على إيران، وستتخذ القرار المناسب بشأن “متى وأين” ستوجه ضربتها.
وأضاف: “سنضمن أن كل من يسعى إلى تدميرنا سيدفع ثمن أفعاله”.
من جهته، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الهجوم الصاروخي الإيراني بأنه “خطأ جسيم”، متوعداً بأن إيران ستدفع “ثمناً باهظاً” على خلفية قصفها “إسرائيل” بصواريخ باليستية يوم الثلاثاء الماضي.
إيران تصعّد اللهجة
في المقابل، أعلنت طهران أنها سترد بقوة على أي هجوم إسرائيلي محتمل على أراضيها.
وفي تصريحات نقلتها وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء “إرنا”، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن إيران “لا تسعى إلى حرب أوسع نطاقًا في المنطقة”، لكنها مستعدة للرد بقوة على أي اعتداء.
وأضاف: “لن نتهاون في الرد على أي عمل وتهور جديد يصدر عن الكيان الصهيوني”.
وحذر عراقجي ومسؤولون إيرانيون آخرون، من بينهم رئيس هيئة الأركان اللواء محمد باقري، من أن رد طهران على أي هجوم إسرائيلي سيكون “أقوى” من الهجوم الصاروخي الذي وقع يوم الثلاثاء الماضي.
وأكدت مصادر عسكرية إيرانية لوكالة “تسنيم” أن إيران قد أعدت “ما لا يقل عن 10 سيناريوهات” للرد على أي خطوة عسكرية إسرائيلية.
سيناريوهات الرد الإيراني
أفادت المصادر العسكرية الإيرانية أن السيناريوهات التي أعدتها القوات المسلحة الإيرانية “قابلة للتحديث”، وهي مؤشر على جدية إيران في الرد على أي اعتداء إسرائيلي.
وأضافت المصادر أن الرد الإيراني “لن يكون بالضرورة متطابقاً مع الرد الإسرائيلي”، مشيرةً إلى أن إيران قد تستهدف مواقع مختلفة وبشدة أكبر، مما يعزز من فعالية الرد الانتقامي.
كما أكدت المصادر أن جغرافية “إسرائيل” المحدودة وبنيتها التحتية الأقل حساسية مقارنة بإيران، تجعلها عرضة لتلقي ضربات “غير مسبوقة” في حال وقوع أي تصعيد.
وأشارت إلى أن دولاً عديدة أبلغت طهران أنها “لن تشارك في دعم إسرائيل” في حال تصاعد النزاع، محذرةً من أن أي دولة ستساعد “إسرائيل” ستعتبر متجاوزة “الخط الأحمر الإيراني” وستتعرض للخسائر.
السياق والتصعيد الأخير
شهد يوم الثلاثاء الماضي تصعيداً كبيراً عندما أطلقت إيران نحو 200 صاروخ على “إسرائيل”، وهو الهجوم الثاني المعلن من طهران.
ووصفت إيران هذا الهجوم بأنه رد انتقامي على اغتيال الأمين العام لـ “حزب الله” حسن نصر الله، الذي اغتيل في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت يوم 27 أيلول/سبتمبر الماضي.
كما جاء هذا التصعيد بعد اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في طهران في تموز/ يوليو الماضي.