استشهد الشيخ يوسف جمعة سلامة، وزير الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطيني الأسبق، وخطيب المسجد الأقصى، بعد أن استهدفت طائرات الاحتلال منزله في مخيم المغازي وسط القطاع، أمس الأحد.
وكان الشيخ سلامة يقيم في منزله مع أفراد أسرته، عندما سمعوا دوي انفجار قوي، ناجم عن قنبلة ألقتها طائرة حربية إسرائيلية على المنزل.. ما أدى إلى تدميره بالكامل، ومقتل الشيخ سلامة على الفور، وإصابة عدد من أقاربه بجروح متفاوتة الخطورة.
وقال شهود عيان لوكالة الأنباء الفلسطينية، إنهم شاهدوا سحابة من الدخان تتصاعد من موقع الاستهداف.. وسمعوا صرخات النساء والأطفال الذين كانوا داخل المنزل، وهرعوا إلى مساعدتهم، وإخراجهم من تحت الأنقاض، ونقلهم إلى المستشفى القريب.
وأضافوا أن المنزل كان محاطا بعدة منازل أخرى لأهالي المخيم، وأن القنبلة تسببت في أضرار مادية كبيرة فيها. وفي البنية التحتية للمنطقة.
أقرأ المزيد: مأساة إنسانية في غزة.. استشهاد 198 عاملاً طبيًا وتوقف 25 مستشفى عن العمل
وتعتبر هذه الغارة ليست الأولى من نوعها، بل تأتي في إطار حملة قصف متواصلة تشنها قوات الاحتلال على مخيم المغازي. وتوغلات محدودة تقوم بها في الأطراف الشرقية والشمالية منه.
وفي سياق متصل، نعى رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، ومجلس الوزراء، الشيخ يوسف جمعة سلامة. معتبرينه شهيداً من شهداء الوطن، الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل الدفاع عن قضيتهم وحقوقهم. ومواجهة العدوان الإسرائيلي الغاشم، الذي يرتكب جرائم بحق الشعب الفلسطيني، منذ أكثر من ثلاثة أشهر.
وقال اشتية في بيان له، إن الشيخ سلامة كان رجلاً من رجالات الأمة، وأحد رموزها الدينية والسياسية.. وأنه خدم الوطن بكل إخلاص وتفاني، وأنه كان من أبرز الخطباء في المسجد الأقصى.. وأنه أثرى الحياة الثقافية والفكرية بمؤلفاته ومحاضراته، وأنه كان مثالا للعلم والتقوى والصبر.
وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد أفادت باستشهاد أكثر من 25 فلسطينياً وإصابة العشرات.. إثر قصف طائرات ومدفعية الجيش الإسرائيلي لمنازل المواطنين في مخيمي النصيرات والمغازي ومنطقة الزوايدة وسط قطاع غزة، ورفح جنوبا.
كما أشارت الوكالة إلى أن هذه الحصيلة غير نهائية، وأنها قابلة للارتفاع، نظرا لوجود حالات حرجة بين المصابين.. وصعوبة الوصول إلى بعض المناطق المستهدفة.
وأسفر القصف الإسرائيلي المستمر على غزة، براً وبحراً وجواً، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، عن أكثر من 21650 ألف شهيد.. ونحو 56 ألف مصاب، إضافة إلى آلاف المفقودين، 70% منهم أطفال ونساء.