في خطوة مفاجئة، أعلنت مينوش شفيق، رئيسة جامعة كولومبيا في الولايات المتحدة الأمريكية، استقالتها من منصبها بعد أربعة أشهر من إشرافها على تعامل الجامعة مع احتجاجات حاشدة داخل الحرم الجامعي على خلفية الحرب التي تشنها “إسرائيل” على غزة.
خلفية الاستقالة
أعلنت مينوش شفيق استقالتها في رسالة نُشرت على الموقع الرسمي للجامعة، حيث أكدت أنها ستتنحى عن منصبها كرئيسة لجامعة كولومبيا اعتبارًا من 14 آب/ أغسطس 2024.
وفي رسالتها، أشارت شفيق إلى أن الفترة الماضية كانت مليئة بالاضطرابات التي أثرت على مجتمع الجامعة وعلى أسرتها بشكل خاص.
وأضافت أنها اتخذت هذا القرار بعد فترة من التفكير خلال الصيف، معتبرةً أن مغادرتها ستتيح للجامعة التغلب على التحديات المقبلة.
تأثير الاحتجاجات على الجامعة
كان تعامل شفيق مع الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الحرم الجامعي مثار جدل واسع.
وكان تعهدها العلني أمام لجنة بالكونغرس بمعاقبة أعضاء هيئة التدريس الذين يتبنون مواقف معارضة لـ “إسرائيل” قد أثار انقسامات حادة داخل الجامعة.
كما واجهت شفيق انتقادات لاستدعائها الشرطة لإخلاء مخيم طلابي مؤيد للفلسطينيين في 18 نيسان/ أبريل الماضي، ما أدى إلى تصاعد التوترات وزيادة الاستقطاب داخل الحرم الجامعي.
التحديات المقبلة
في رسالتها، أشارت شفيق إلى أن التنحي عن منصبها في هذه المرحلة سيتيح تعيين قيادة جديدة قبل بدء الموسم الدراسي الجديد، ما قد يساعد الجامعة في التعامل مع التحديات المتزايدة.
وأضافت أن الجامعة يجب أن تفعل كل ما في وسعها لمقاومة قوى الاستقطاب في المجتمع، في إشارة إلى التوترات التي شهدتها الجامعة خلال الأشهر الماضية.
ردود الفعل على الاستقالة
كانت استقالة شفيق موضع ترحيب من قبل بعض أعضاء هيئة التدريس والطلاب الذين شعروا أن تعاملها مع الاحتجاجات لم يكن مناسباً.
في المقابل، أعرب آخرون عن أسفهم لفقدان قائدة اعتبروها قوية ومؤهلة، مشيرين إلى أن استقالتها قد تكون نتيجة للضغوط الكبيرة التي تعرضت لها.
على المستوى الوطني
تأتي استقالة شفيق في وقت حساس بالنسبة للجامعات الأميركية، حيث تزداد الضغوط على المؤسسات الأكاديمية لاتخاذ مواقف حازمة تجاه القضايا السياسية والاجتماعية.
وقد أثار تعامل شفيق مع الاحتجاجات نقاشاً أوسع حول دور الجامعات في التعامل مع القضايا الدولية المثيرة للجدل، وما إذا كان ينبغي لها البقاء محايدة أم اتخاذ مواقف واضحة.