هاشتاغ سوريا -عتاب حسن
يبدو أن إيقاع الاهتمام الإعلامي، والأصداء التي رافقت وزارة التربية بعد التشكيل الحكومي الأخير لم تخبو بعد. فالضجة التي بدأت بهجوم وتشكيك بمؤهلات الوزير واختصاصه العلمي، مروراً بالسجال المباشر مع عميد كلية الطب، الذي “خسر النزال ضمن مقاييس ثقل المنصب الوظيفي” بحسب الكثيرين من رواد مواقع التواصل، معتبرين حينها أنَّ “قرار إقالة العميد مرتبط بخلافه مع الوزير “، خاصة بعد الطريقة التي تم نقل خبر تعيين عميد جديد لكلية الطب في دمشق خلفاً للدكتور العوا على الصفحة الرسمية للوزارة على فيسبوك. وصولاً إلى جولات الوزير الميدانية بداية العام الدراسي “في مدارس منفصلة واقعياً عن واقعنا المدرسي فلا تنتمي بمظهرها إلى غالبية مدارس القطر” الأمر الذي زاد في الهجوم وعلى ذات الوتيرة بين نقد وإعجاب.
سجَّل الظهور الأخير لوزير التربية، واستجابته السريعة لصورة الطفلة “نور” المنشورة على وسائل التواصل، وهي تتابع واجباتها المدرسية على الرصيف، واستقبال الوزير دارم الطباع لها ولذويها وإيجاد الحلول لوضعهم، سجّل سلسلة من ردود الفعل المتباينة على الصفحة الرسمية للوزارة، وعدد آخر من الصفحات. حيث أشادت بعض التعليقات بهذه المبادرة، واعتبرتها من حيث المبدأ أمر يستوجب الشكر، مع ضرورة لحظ باقي الحالات الأخرى.
وعلى المقلب الآخر انتقد ناشطون، طريقة التعاطي الوزاري مع هذه الحادثة، وكيفية معالجتها، وأفادوا بوجود حالات كثيرة، وموَاطن خلل في عمل مديريات التربية تحتاج إلى تحرك سريع. كما انتقد آخرون ذكر اسم الطفلة، وتصوير عائلتها مع الوزير في مكتبه وهم يتلقون المساعدة.
ولكن، في العمق تظهر تناقضات تحتاج لتفسير، حيث رأى عدد من رواد الموقع الأزرق، والذين يعتقدون أن أسلوب التعاطي لم يخلُ من مبالغة، وهذا يفتح باب التشكيك في الهدف الحقيقي لهذه الاستجابة، وعلى حد قول أحد الناشطين ” رغم نبل التعاطي مع الحادثة يبدو بعد نشر الصور واسم الطفلة أنها محاولة لتلميع صورة الوزارة بعد الاتهامات التي طالتها بتغيير حقيقة واقع بعض المدارس بالنسبة للصور المتداولة إعلامياً في اليوم الأول للعام الدراسي”.
.
ومن ناحية ثانية، طالت تعليقات لاذعة عمل وزارة الشؤون الاجتماعية، والعمل، انطلاقاً وعملاً بمبدأ الاختصاص الوظيفي، وكما علق أحدهم “من الأصح تدخل وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل لمعالجة مثل هذه الظاهرة”، ولكن يبدو بحسب البعض أنَّ هذه الوزارة لا زالت مستغرقة في شأن آخر، أو “..أنها لا تريد الظهور إعلامياً لكي لا تذكّر أحداً بوجودها أو كي لا تصبح محط الأضواء ومتاعبها من مراقبة لصغائر الأمور، ولها في تجربة شقيقتها وزارة التربية مع الأضواء خير مثال” كتبت إحدى الناشطات فيسبوكياً في منشور على صفحتها الشخصية.
ناشط آخر علق على الموضوع بقوله “هذا الاستعراض وما سبقه، لا يشكل فعلياً عملاً متكاملاً أو نهجاً وسياسةً عامة للعمل، بل تفاصيل لا تذكر ولا تحتسب لمؤسسة بحجم وزارة، والتي من الأولى بها العمل على وضع سياسات وأسس لمعالجة آلام القطاع التربوي، الذي أنهكته الأزمة ومفرزاتها، بعيداً عن معالجة حالات فردية لا تشكّل علاجاً سوى لذاتها فقط”. في حين طالبت بعض التعليقات والمنشورات وزير التربية “بضرورة متابعة وضع القائمين على عمل القطاع التربوي كاملاً، وأهمية إيجاد الحلول للكتب المدرسية، وآلية عمل مديريات التربية، وإعطاء كل الاهتمام لمسار تفشي فيروس كورونا في المدارس”.
قد يكون في منشورات البعض “مبالغة وتخوّف مبالغ به”. لكن، صورة المدرسة “السريالية، التي افتتح عامنا الدراسي بها، “تدفعنا للتساؤل عما إذا كانت وزارتنا ترى فعلياً واقع مدارسنا الحقيقي، وتعلم أعداد الطلاب المحشورين بالعشرات في صف واحد، وآلام المعلمين المهنية، والاقتصادية والمسلكية، أم أنها لا ترى سوى النموذج، الذي قامت بضخه في الإعلام ؟؟” يتساءل أحد الفيسبوكيين.
يكتب ناشط “لا زال عامنا الدراسي في بدايته، والأيام القادمة ستكشف فعلياً ما إذا كانت وزارتنا تدري بالمطلوب منها وتقوم بعمل جدي لتلبيته، أم أنها ستبقى في حالة انفصال عن الواقع التربوي، تسعى وراء استعراضات فردية”، أو كما يقول ناشط آخر، شكر الوزير على مبادرته النبيلة “عندها سيكون الأحرى بمن يطالب بخبز تربوي أن يأكل بسكويتاً وزارياً.. عملاً بنصيحة ماري أنطوانيت”.