توالت الاستنكارات الدولية على استهداف “إسرائيل” للقوة الأممية في لبنان، فقد اعتبر وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو، الخميس أنه لا يمكن التسامح مع إطلاق القوات الإسرائيلية النار على مواقع وتجهيزات عائدة لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان “اليونيفيل”، ما أسفر عن جرح جنديين.
وقال كروسيتو الذي استدعى السفير الإسرائيلي في روما، إن هذه الحوادث لا يمكن التسامح معها ويجب أن يتم تفاديها بعناية، داعيا بحسب بيان للوزارة إلى “خفض التصعيد في جنوب لبنان واستعادة القانون الدولي”.
أيضا، تعتزم باريس وروما عقد اجتماع للدول الأوروبية المساهمة في قوة الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان “اليونيفيل”، وفق ما أفادت وزارة الجيوش الفرنسية، بعد اتهام القوة الخميس الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار على مواقع وتجهيزات عائدة لها في جنوب لبنان.
وسيعقد الاجتماع عبر تقنية الفيديو الأسبوع المقبل في موعد لم يتمّ تحديده بعد، كما تقرر خلال اتصال هاتفي بين وزير الجيوش الفرنسي سيباستيان لوكورنو ووزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو.
يأتي هذا في حين تساهم أربع دول أوروبية في “اليونيفيل” هي إيطاليا وفرنسا وإسبانيا وإيرلندا.
وجاءت هذه التطورات بعدما أعلن مصدر بالأمم المتحدة أن قوات إسرائيلية فتحت النار على 3 مواقع للقوة اليوم الخميس.
وذكر أن أحد المواقع التي تعرضت لإطلاق النار هو القاعدة الرئيسية لقوات “اليونيفيل” في الناقورة، وفقا لوكالة “رويترز”.
كما أكد إصابة اثنين من القوات الأممية بعد تعرض برج مراقبة لنيران دبابة إسرائيلية أمس.
بدورها، أصدرت القوة بيانا توضيحيا، علّقت فيه على الأمر، وقالت إن التصعيد الأخير على طول الخط الأزرق أدى إلى تدمير واسع النطاق للمدن والقرى في جنوب لبنان.
وتابعت أن الأيام الماضية شهدت توغلات من “إسرائيل” إلى لبنان في الناقورة ومناطق أخرى، اشتبك فيها جنود الجيش الإسرائيلي مع عناصر “حزب الله” على الأرض في لبنان.
كذلك أكدت أن المقر العام لليونيفيل في الناقورة والمواقع المجاورة تعرضت للقصف بشكل متكرر.
وأوضح البيان أن جنديين من حفظة السلام أصيبا صباح اليوم، بعد أن أطلقت دبابة ميركافا تابعة للجيش الإسرائيلي النار من سلاحها باتجاه برج مراقبة في مقر اليونيفيل في الناقورة، فأصابته بشكل مباشر وتسببت في سقوط الجنديين، موضحة أن الإصابات ليست خطيرة، لكنهما لا يزالان في المستشفى.
وتابع أن الجيش الإسرائيلي أطلق النار على موقع الأمم المتحدة 1-31 في رأس الناقورة، فأصابوا مدخل الدشمة حيث كان جنود حفظ السلام يحتمون، وألحقوا أضرارا بالآليات ونظام الاتصالات.
كما شوهدت طائرة بدون طيار تابعة للجيش الإسرائيلي تحلق داخل موقع الأمم المتحدة حتى مدخل الدشمة.
يذكر أن “اليونيفيل” كانت أكدت أن الجنود الإسرائيليين أطلقوا النار عمدا على كاميرات مراقبة في محيط الموقع وعطلوها، كما أطلقوا النار عمدا على نقطة مراقبة تابعة للأمم المتحدة رقم1-32A في رأس الناقورة، حيث كانت تُعقد الاجتماعات الثلاثية المنتظمة قبل بدء النزاع، ما أدى إلى تضرر الإضاءة ومحطة إعادة الإرسال.
إلى ذلك، ذكّرت القوة الجيش الإسرائيلي وجميع الأطراف الفاعلة بالتزاماتهم بضمان سلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة وممتلكاتها واحترام حرمة مباني الأمم المتحدة في جميع الأوقات، مشيرة إلى أن قوات حفظ السلام التابعة لليونيفيل موجودة في جنوب لبنان لدعم العودة إلى الاستقرار بموجب ولاية مجلس الأمن.
وأعلنت أن أي هجوم متعمد على قوات حفظ السلام يشكل انتهاكا خطيرا للقانون الإنساني الدولي وقرار مجلس الأمن “1701”.