خلف الزلزال المُدمر في سوريا وتركيا ما يزيد عن 15 ألف ضحية ما أثار حديثا في عدد من دول الشرق الأوسط بشأن مراجعة تقنيات وأكواد البناء للمباني والمنشآت بما يتماشى مع الهزات الأرضية المتكررة وتجنباً لكوارث مستقبلية.
ويعد هذا الزلزال الأشد منذ عقود. فيما تقع المنطقة المتأثرة بالكارثة في نقطة تعرف بخط صدع الأناضول المعرض بشكل كبير للهزات الأرضية.
وأوضحت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية، أن البناء المعتمد في هذه المناطق لا يراعي المخاطر الكبرى التي قد تنجم عن الزلازل.
ماهو كود البناء وكيف يمكن تحديثه؟
قررت السلطات المصرية تحديث ما يعرف ب”كود البناء” في البلاد، لتفادي الخسائر الهائلة حال وقوع زلزال قوي.
وقال رئيس مركز الإسكان والبناء في مصر، خالد الذهبي، لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن أكواد البناء هي قواعد علمية يتم وضعها في أعمال إنشاء كافة العقارات والمنشآت، يجعلها تتحمل الأحمال والتغيرات الطبيعية المختلفة، ويراعى في ذلك أعمال التأسيس والمواد المستخدمة فيها.
وأضاف: “خلال السنوات الأخيرة كثرت الزلازل ومن المحتمل أن تستمر في الزيادة وهذا من الأساسات التي سيتم إدخالها على الكود الجديد، والأمر ليس له علاقة فقط بحجم الخرسانات الأرضية، أو تحديد أدوار معينة فحسب، بل قوة تحمل المبنى ذاته للهزات”.
تجربة اليابان
يرى الخبير الأردني المتخصص في علوم الأرض والجيولوجيا، صخر النسور، أنه من العبر والدروس التي يجب الاستفادة منها بعد هذا الزلزال الكبير والمدمر، إعادة النظر في قواعد البناء في المناطق النشطه زلزالياً لتخفيف حدة الخسائر.
ولفت “النسور”، إلى عدد من الإجراءات والأولويات منها:
-يجب أن يؤخذ في الحسبان أكواد البناء في هذه المناطق حتى نقلل من حدة الخسائر، وهذا أمر معروف في هندسة البناء من حيث تصميم الأساسات التي تكون على درجة من المرونة.
-التركيز بالدرجة الأولى على المنشآت الكبيرة والحيوية كالمستشفيات ومراكز الدفاع المدني والإسعاف والإنقاذ وبالتالي البدء بها كمنشآت رسمية وحكومية.
وتوجد في اليابان بعض أكثر المباني مرونة في العالم بقدر يجعلها تصمد في وجه الزلازل، ويعود ذلك لقدرتها على “التمايل” عندما تهتز الأرض من تحتها.
ويقول جِن ساتو، وهو مهندس إنشاءات وأستاذ مساعد في جامعة طوكيو، إنه حتى يتسنى للمبنى الصمود في وجه القوى الهائلة الناجمة عن الزلازل، يتعين عليه امتصاص أكبر قدرٍ ممكنٍ من الطاقة الزلزالية.
ويعتمد تقنيات البناء في اليابان على ما يسمى “العزل الزلزالي”، حيث يجري وضع الأعمال الإنشائية على حوامل أو أسطح تتحمل الصدمات أو تمتصها.