شاهد البعض الفيلم الأميركي MONEYBALL بطولة النجم العالمي براد بيت، والذي تضمنت أحداثه أن القيام بتحليلات والاحصائيات وقياسات الأداء أدت إلى تتويج فريق أوكلاند ببطولة لعبة البيسبول في عام 2002، حيث سمح نهج المدير العام بيلي بين القائم على الأدلة والقياس بالتعاقد مع عدد من اللاعبين بميزانيات أقل، ولكن تمكن من التنافس بقوة ضد فرق ذات ميزانيات أكبر بكثير.
وبحسب ما نشرته “ديلي ميل” البريطانية، أدى هذا المفهوم إلى تبني المزيد من المبادئ المستندة إلى البيانات عبر عدد لا يحصى من الرياضات، حيث تحاول الفرق والمدربون جميعًا اكتساب ميزة تنافسية، ولكن ربما يكون أحدث الابتكارات هو ما سيؤدي إلى إحداث أكبر تغيير في حلبات الرياضة حول العالم.
إجراءات وقائية
تم اختراع خوارزمية سيليكون فالي الجديدة من قبل شركة الذكاء الاصطناعي Zone7، ويتم استخدامها من قبل فرق في دوريات كرة السلة والبيسبول الأميركية والدوري الإنجليزي كوسيلة لاكتشاف مخاطر الإصابة والتوصية باتخاذ إجراءات وقائية.
50 ناديا حول العالم
يستخدم أكثر من 50 ناديًا رياضيًا في جميع أنحاء العالم الآن برنامج Zone7 للذكاء الاصطناعي، على الرغم من رغبة الكثيرين في عدم الكشف عن هويتهم في محاولة لحماية أي ميزة تنافسية يمكن أن توفرها الأداة المبتكرة.
قالت شركة Zone7 إنها تعاونت مع فرق دوري البيسبول الأميركي لنمذجة عبء عمل الرماة والملامح الحركية للكشف بشكل استباقي عن أنماط مخاطر الإصابة.
نمذجة التعلم الآلي
كما تستخدم Zone7، التي تتخذ من كاليفورنيا مقراً لها، نمذجة التعلم الآلي لتحليل العلاقات بين عبء العمل والتعافي لدى لاعبي الدوري الأميركي للمحترفين، بالإضافة إلى إنشاء عمليات لفرق كرة القدم الأميركية حول مخاطر الإصابة ومقايضات الأداء.
دخلت Zone7 في شراكة مع ثلاثة فرق في دوري البيسبول الأميركي، لم يتم الإفصاح عن أسمائها، بالإضافة إلى ثلاثي من أندية الرجبي والدوري الإنجليزي لكرة القدم.
خيتافي الإسباني
عمل خبراء شركة Zone7 مع فريق خيتافي الإسباني على مدى السنوات الخمس الماضية، حيث قاموا بتفصيل بيانات الأداء والتنبؤ عندما يكون اللاعبون عرضة للإصابة.
من 2017 إلى 2020، شهد نادي خيتافي الإسباني انخفاضًا بنسبة 70% في عدد إصابات العضلات التي تعرض لها، وفي موسم 2018-2019، شهد أقل عدد من الإصابات التي أدت إلى غياب لاعبين عن مباريات ضد 20 ناديًا في الدوري الإسباني.
مقاييس العدو والنوم والتوتر
يستخدم نظام Zone7 الآلاف من الإشارات من الأجهزة القابلة للارتداء بما يشمل سترات GPS، بالإضافة إلى إحصاءات العدو في اللعبة ومقاييس النوم والمؤشرات الحيوية للتنبؤ بمخاطر الإصابة.
تشير شركة Zone7 إلى أن تقنيتها تستطيع الكشف بدقة عن 70% من الإصابات قبل سبعة أيام من حدوثها باستخدام الخوارزميات بناءً على البيانات التي تجمعها.
اكتشاف المواهب وتحسين الأداء
قال تال براون، مؤسس شركة Zone7، لصحيفة “ذا تليغراف” البريطانية: “أصبحت كرة القدم غنية للغاية بالبيانات، وإذا كان بالإمكان استخراج قيمة عميقة من البيانات، فسيمكن أن يحصل النادي على ميزة تنافسية. ثبت بالفعل أن البيانات تمثل ركيزة جيدة في مجال تحديد المواهب، وقد بدأ الآن في قياس ومحاولة تحسين رفاهية اللاعب وأدائه”.
يمكن لبرنامج الذكاء الاصطناعي محاكاة السيناريوهات المثلى على أساس يومي بحيث يتجه اللاعبون نحو ذروة الأداء وتقليل مخاطر الإصابة، من خلال التوجيه بتقليل عبء الحمل التدريبي، مثل عدم الركض السريع.
تقوم أداة الذكاء الاصطناعي بتقييم العوامل المختلفة المتعلقة بأداء اللاعب، مثل القوة والنوم والمرونة وإشارات التوتر. ويمكن من خلال جمع المعلومات الرقمية عن الدقائق التي يتم لعبها، واستنتاج ما يسمى “إشارات خطر”، والتي تهدف إلى خفض معدلات الإصابة من خلال توقع ضربة محتملة قبل حدوثها.
مخاطر الراحة وتدوير اللاعبين
على الرغم من الارتباط الواضح بين عبء المباراة الثقيل، يُظهر التحليل أيضًا خطر التعرض للإصابات مع الكثير من الراحة أو قضاء وقت خارج الملعب.
يقوم قسم العلوم الطبية والرياضية في نادي ليفربول بإرسال نتائج التحليلات إلى كلوب ومساعده بيب ليندرز، الذين يمكنهم بعد ذلك اتخاذ قرارات أكثر استنارة فيما يتعلق باختيار تشكيلة الفريق وعملية تدوير اللاعبين، فعلى سبيل المثال، أجرى كلوب تسع تغييرات بعد تحقيق الفوز بكأس الاتحاد الإنجليزي في مباراته ضد تشيلسي ليحقق الفوز 2-1 على ساوثهامبتون والتي سيطر فيها فريق ليفربول على مجريات المباراة.