ارتفعت أسعار عقود الأرز الآجلة لشهر تموز/ يوليو بنسبة 0.6% لتسجل 16.34 دولارًا للقنطار.
وحذّر المحللون من أنه يمكن أن يتحول الأرز إلى الحبوب الغذائية التالية في أزمة الغذاء العالمية الحالية.
ارتفاع مستمر
يُظهر مؤشر منظمة الأغذية والزراعة (FAO) لأسعار الأغذية أن أسعار الأرز ترتفع ببطء للشهر الخامس على التوالي.
ووصلت إلى أعلى مستوى لها في 12 شهرًا، وفقا للبيانات التي نشرت الأسبوع الماضي.
قالت كبيرة الاقتصاديين في Nomura، سونال فارما لـقناة CNBC، إن أسعار الأرز تحتاج إلى مراقبة.
وأكدت أن ارتفاع أسعار القمح يمكن أن يؤدي إلى بعض الاستبدال تجاه الأرز، ما يمكن أن يزيد الطلب، ويقلل من المخزونات الحالية.
في ظل الاضطرابات الغذائية الأخيرة، يحذر المحللون من احتمال أن يكون الأرز هو موضوع الأزمة التالية.
كما حدث مع القمح في الهند، وزيت النخيل في إندونيسيا، والعديد من المنتجات في أوكرانيا، بما في ذلك القمح والسكر.
وأضافت فارما أن التدابير الحمائية تزيد من ضغوط الأسعار على الصعيد العالمي لأسباب مختلفة، وأن هناك خطراً
في أن يطبق المزيد من البلدان هذه التدابير.
ومع ذلك، أشارت إلى أن المخاطر على الأرز لا تزال منخفضة لأن مخزونات الأرز العالمية مرتفعة ومن المتوقع أن تكون المحاصيل في الهند هذا الصيف جيدة.
أكبر منتجي الأرز
تعد الهند والصين أكبر منتجي الأرز في العالم، واللذان يمثلان نصف إجمالي الإنتاج، وفقًا للمنتدى الاقتصادي العالمي.
في وقت سابق من أيار/ مايو قيل إن تايلاند وفيتنام كانتا تجريان محادثات حول صفقة لرفع أسعار صادراتها من الأرز.
وتهدف من ذلك لزيادة نفوذها في السوق العالمية وتحسين دخل المزارعين، كما أفاد تقرير لوكالة “رويترز”.
وتُعد فيتنام وتايلند خامس وسادس أكبر منتجي الأرز على التوالي.
الارتفاع نعمة للمنتجين!
وقالت منظمة الأغذية والزراعة في تقريرها الأخير عن التوقعات الغذائية “إن ارتفاع أسعار المواد الغذائية هو عادة
نعمة للمنتجين، مع ارتفاع أرباح المزارع”.
ومع ذلك، فإن الارتفاع السريع في التكاليف، المرتبط بارتفاع أسعار الطاقة، وقيود التصدير على الأسمدة،
من شأنه أن يثير مخاوف حول ما إذا كانت استجابات العرض يمكن أن تكون سريعة وكافية على حد سواء.
ووفقًا لمنظمة الأغذية والزراعة، فإن فاتورة الواردات الغذائية العالمية في طريقها إلى تحقيق رقم قياسي جديد قدره 1.8 تريليون دولار هذا العام.
الأسعار والحرب
وتواصل أسعار المواد الغذائية والمنتجات الزراعية الارتفاع على نحو مثير للقلق وسط الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا.
وبما أن كلا البلدين كانا أكبر مصدري الحبوب، فإن الحرب تهدد الأمن الغذائي العالمي.
كما أن الحرب تتسبب في ارتفاع معدلات التضخم إلى مستويات غير مسبوقة، حيث ترتفع أسعار الطاقة والأسمدة بشكل هائل.
ويدفع العديد من البلدان الضعيفة مبالغ أكبر، مقابل كميات أقل من الغذاء، وفقًا لتقرير منظمة الأغذية والزراعة.
ومن المتوقع أن تشهد أقل البلدان نمواً انكماشاً بنسبة 5% في فاتورة وارداتها من الأغذية هذا العام.
بينما تتوقع بعض البلدان أن تسجل زيادة في مجموع التكاليف، على الرغم من انخفاض الأحجام المستوردة.