أطلقت وكالة الطيران والفضاء الأمريكية “ناسا” كبسولة فضائية في طريقها إلى الأرض، وتحمل معها مادة صخرية أخذت من سطح كويكب قبل ثلال سنوات.
ومن المقرر أن تهبط الكبسولة بواسطة مظلة في صحراء ولاية يوتا الأميركية اليوم الأحد، بعد نحو 13 دقيقة من اختراقها الغلاف الجوي.
كما ستكون بسرعة تزيد على سرعة الصوت بنحو 35 مثلا، لتتوج بذلك رحلة مدتها سبع سنوات.
أوسيريس – ريكس
وذكر مسؤولون في “ناسا” خلال مؤتمر صحفي أول أمس الجمعة، أن توقعات الطقس مواتية وإن المركبة الفضائية الآلية (أوسيريس – ريكس) تتجه لإطلاق الكبسولة.
إقرأ ايضا: كويكب حيّر العلماء.. يتحرك بشكل غريب قرب الأرض
وذلك لإعادة العينة المأخوذة من سطح الكويكب “بينو” إلى الأرض كما كان مخططا دون الحاجة إلى إجراء مزيد من التعديلات على مسار الرحلة. بحسب شبكة ” سي إن إن”.
هبوط مباشر
وقالت ساندرا فرويند، مديرة البرنامج في شركة لوكهيد مارتن التي صممت المركبة الفضائية وبنتها، إن مديري المهمة يتوقعون هبوطا “مباشرا” في نطاق الاختبار والتدريب في يوتا التابع للجيش الأمريكي، غربي سولت ليك سيتي.
كيفية نشأة النظام الشمسي وتطور الأرض ككوكب صالح للعيش
وفي حال نجاحها، فإن مهمة أوسيريس-ريكس ستكون الثالثة التي تعيد عينة من كويكب، هي الأكبر على الإطلاق.
وسيتم تحليل العينة بعد مهمتين مماثلتين لوكالة الفضاء اليابانية على مدار الأعوام الثلاثة عشر الماضية.
ويأمل العلماء في أن تساعد هذه العيّنات التي جمعت عام 2020 من الكويكب بينو، في توضيح كيفية نشأة النظام الشمسي وتطوّر الأرض ككوكب صالح للعيش.
مهمات إعادة عينات فضائية صعبة
ونبهت ساندرا فرويند من شركة “لوكهيد مارتن” الشريكة إلى أن “مهمات إعادة عينات (فضائية) صعبة، إذ قد تطرأ مشكلات كثيرة” خلالها.
وتعتزم “ناسا” عقد مؤتمر صحفي في 11 أكتوبر/تشرين الأول لإعلان النتائج الأولية.
وسيحفظ جزء من العينة دون المساس به، لكي تتولى الأجيال المقبلة دراسته بتقنيات غير متوفرة بعد.
وهذه المهمة هي الأولى من نوعها للولايات المتحدة. لكنّ اليابان سبق أن نظّمت اثنتين. ففي العام 2020، عاد المسبار “هايابوسا” بحبيبات مجهرية من الكويكب إيتوكاوا، في حين أحضر “هايابوسا 2” عام 2020 نحو 5.4 جرام من الكويكب ريوغو.
كما يتشابه الكويكبان بينو ريوغو شكلاً، لكن قد يتبين أن بينو مختلف تماماً في تركيبته، وفقاً لميليسا موريس.
وتحظى الكويكبات بالاهتمام لأنها تتكون من المواد الأصلية للنظام الشمسي منذ 4.5 مليار سنة. وبينما لحق تغيّر بهذه المواد على الأرض، بقيت الكويكبات سليمة.
وقال كبير علماء المهمة في جامعة أريزونا دانتي لوريتا إن بينو غني بالكربون، والعيّنة التي أُحضرت “قد تمثل بذور الحياة التي حملتها هذه الكويكبات في بداية كوكبنا، والتي أدت إلى هذا المحيط الحيوي المذهل”.
ويدور بينو الذي يبلغ قطره 500 متر حول الشمس ويقترب من الأرض كل ست سنوات. وثمة خطر ضئيل (احتمال واحد من 2700) بأن يصطدم بالأرض سنة 2182، وهو ما قد يُحدث تأثيراً كارثياً.
وقد يكون توفير مزيد من المعطيات عن تكوينه مفيداً. وفي العام الفائت، تمكنت “ناسا” من حَرف كويكب عن مساره من خلال اصطدام مركبة به.