هاشتاغ _ باسم المحمد
لم نعد ندري إن كانت الأزمات تلاحق جهاتنا الحكومية أم أن الثانية هي التي تلاحقها وتتمناها لا بل وتشجع عليها؟
إذا نظرنا إلى مجريات حياتنا اليومية ومن خلال تجربتنا مع الأزمة كمواطنين أصبحنا نعرف دوراتها ونحدد بدقة متى ستبدأ ومتى ستنتهي، وبتنا قادرين على التنبؤ كيف ستنتهي.
وذلك من خلال انتظار أصحاب القرار وصولها إلى القمة القصوى ليتم اتخاذ قرار بسيط برفع السعر أو التكلفة التي سيتحملها المواطن بالنتيجة لتبدأ الأزمة بالتلاشي…. إلى حين؟
دورات الأزمات في حياتنا لا تقتصر على المجريات اليومية للأسف لكنها معممة على الاستراتيجيات المرتبطة بأمننا الغذائي والاقتصادي وحتى الاجتماعي.
فأزمات الطاقة بتفرعاتها والخبز والمواد التموينية واختراع مسببات الطوابير يمكننا القول إنها أصبحت من التكتيكات الحكومية المتوقعة، فكلما استقرت السوق لمادة ما ترمي جهاتنا العامة جلمود صخر يعكر الهدوء لتحفيزنا على استعادة ما تبقى من قوتنا المتهالكة والوقوف في الطوابير، فما هو الهدف من انتظار اشتداد البرد في الشهرين الأول والثاني حتى تنشط وزارة النفط وتبدأ ببث أخبار نيتها بتوزيع ما تعلن عنه من قطرات مازوت في شهر آب؟
وإلى ماذا ترمي وزارة التجارة الداخلية عندما تعلن عن توطين الخبز لدى معتمدين في الأحياء بعد أن تكيف الناس مع أزمة الخبز ووضعوا هم تحصيل الخبز جانباً للتفرغ لتأمين الزيت؟
أما على الصعيد الاستراتيجي فهنا الطامة الكبرى، فمثلا عند استقرار سعر صرف الليرة بعد آخر ارتفاع واطمئنان المواطن، تنشط الجهات المعنية وتسرب الأخبار عن طرح فئة جديدة من العملة لتنفيها ومن ثم تصدرها!
أو تتخذ قراراً تقول إنه تعديل سعري لمادة مدعومة لن يؤثر على ذوي الدخل المحدود بل الهدف منه دعمه وبالنتيجة لا يتأثر المواطن لأنه سيصاب بـ”الفالج”، أو تعقد اجتماعاً عاجلاً وتحت الكاميرات لمناقشة تداعيات حرب تجري في أقصى العالم على اقتصادنا.
وعلى صعيد تأمين المحروقات للقطاعات المنتجة تكرر دائما نفس القرار الخاطئ عند حصول النقص فيصدر قرار يمنن الفعاليات المنتجة بتوافر ما يحتاجونه لكن بالسعر “الحر”، ليجدوا أن استلام مخصصاتهم بهذا السعر ومن ثم بيعها في السوق السوداء أكثر جدوى اقتصادية من “عي” الإنتاج والتسويق و”الترفيق!”!
بما أن جهاتنا المعنية لا تعتمد على الأسس المتعارف عليها في علوم إدارة الأزمات سنذكرها بمقولة عامية لأجدادنا ” العليقة وقت الغارة خسارة”، لذا فملاحقة الأزمات بعد وقوعها أو اختلاقها لتأمين الموارد ومن ثم حلها أثبتت فشلها وباتت مكشوفة.