في ظل انتشار ظاهرة الطلاق في المجتمع المصري، وبهدف حل النزاعات الأسرية أطلق “الأزهر الشريف” وحدة لم الشمل منذ عامين.
وتهدف وحدة “لم الشمل” في الأزهر إلى تسوية النزاعات الأسرية، وحماية العوائل المصرية من التفكك، والحد من ظاهرة الطلاق، التي تهدد أمن المجتمع المصري، من خلال نشر توعية مجتمعية، وتدخل واعظين من الأزهر في حل الخلافات، وإيصال الحقوق إلى أهلها. “.
وسجّل الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء بمصر، 225 ألف حالة طلاق، في آخر تقرير سنوي له لعام، 2019
في حين نجحت وحدة “لم الشمل” بتسوية 23 ألف حالة خلاف أسري من إجمالي 25 ألف حتى الثالث عشر من الشهر الماضي، بحسب مدير مركز الأزهر العالمي للفتوى، أسامة الحديدي.
وأضاف الحديدي:” تتواجد وحدة “لم الشمل” في جميع المحافظات المصرية، ضمن 27 مقراً في المناطق الأزهرية،
فيما يبلغ عدد المشرفين 54 فرداً، ويتعامل معها 270 واعظاً بمعدل 10 واعظين في كل محافظة، إضافة إلى الاستعانة بأعضاء هيئة التدريس بجامعة الأزهر وعاملون بقطاع المعاهد، لمواجهة هذه المشكلة المتفاقمة”..
وتشير الأرقام بحسب الأزهر إلى نجاح هذه التجربة بنسبة تفوق 95%، مع وجود حالات كان الانفصال فيها هو الحل لتصحيح الأوضاع القائمة بين الزوجين.
وتشدد المبادرة على صياغة بنود الصلح في الخلافات والنزاعات الكبرى وما اتفق عليه الأطراف، وتدوَّن في إقرار تصالح يوقع عليه الجميع في نهاية الجلسة.
ووفقاً “لحديدي” فإن أسباب النزاعات في الأسر المصرية يعود إلى الأزمات المتعلقة بالانترنت، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وخلافات ذات علاقة بعدم إنفاق الزوج على أسرته، أو تدخل العائلة في شؤون الزوجين”.
وأنشأ الأزهر نافذة خاصة عبر موقعه الإلكتروني لتسجيل طلب “لم الشمل”، موضحاً به اسم المرسم، وعلاقته بصاحب المشكلة، ونوع المنازعة وملخصاً لها، مع إتاحة رقم للتواصل حال استلزم الأمر ذهاب الواعظ إلى بيت الحالة.
وأشار مدير مركز الأزهر العالمي للفتوى إلى أنه قد يتم الاستعانة بأخصائيين في الطب النفسي وعلم الاجتماع وعلوم الشريعة، ذلك أنَّ الواعظ يضع سيناريوهات للحل قبل الذهاب إلى محل الخلاف، وخاصة إن كانت قضايا تتعلق بالشرف أو بها شيء من التعقيد. “.
وكشف ” حديدي” أنه استباقاً لمواجهة هذه الأزمات، أسس مركز الأزهر العالمي للفتوى برنامج التوعية الأسرية والمجتمعية، تحت شعار (أسرة مستقرة = مجتمع آمن)؛ لمواجهة التفكك الأسري، وتأهيل المقبلين على الزواج، وفق رؤية محددة أساسها تقوية بنيان الأسرة المصرية، وزيادة تماسكها وترابطها.