هاشتاغ _ يارا صقر
استخدم البشر الأعشاب الطبية منذ آلاف السنين لعلاج الأمراض والمشكلات الصحية المختلفة، ولا تزال تحظى هذه الأعشاب العلاجية بشعبية كبيرة.
ومن المعروف أن للأعشاب فوائد كثيرة عند استخدامها بالطريقة الصحيحة، بالمقابل لها أيضا مضار في حال استخدامت بشكل خاطئ.
تقول الدكتورة الصيدلانية ريم سلامه، اختصاص كيمياء العقاقير لـ”هاشتاغ”: إن للأعشاب فوائد كثيرة، ويمكن أن تكون بديلة للأدوية في بعض الحالات، ومنها نباتات تستخدم للمشاكل الهضمية وتعطي نتائج رائعة مثل: الملينات ومضادات التشنج، وهناك النباتات الداعمة للكبد، كالنعنع الفلفلي، البابونج، السلمكة، شوك مريم، الهندبة والكركم.
إقرأ أيضا: اختصاصية تشرح: كل شيء عن طب الأعشاب
وتتابع سلامة “هناك أيضاً النباتات التي تستخدم في بعض المشاكل الوراثية(قصور وريدي لنفاوي يؤدي إلى الدوالي) مثل الجينكوم، و بذور العنب والقائمة تطول..”.
وتوضح سلامة أن هذه الأدوية النباتية أو مشتقاتها موجودة في الصيدليات وتعطي فعالية رائعة بهذه الحالات، و هناك أيضاً نباتات تستخدم في حالات الشدة النفسية (خفيفة إلى متوسطة) وليس لها أي تأثيرات جانبية ولا أي نوع من الإدمان (زهرة الآلام، اللافاندر، الزعرور، الشوفان).
أخطاء شائعة
تقول سلامة إن “الاستعمالات التقليدية للنباتات في مجتمعنا تأتي على الأشكال المائية، ننقع هذه النباتات في الماء ونشرب الماء، أو نغليه ونشرب السائل، وهذه المستحضرات المائية عادة نحصل منها على المواد المنحلة فيها، وفي معظم الحالات هذا الاستخدام آمن باستثناء النباتات شديدة السمية.
وتشير سلامة إلى أن المشاكل تبدأ عندما نخرج عن هذا الاستخدام، ففي بعض الحالات يقوم المعالج بصناعة قطارات بتركيزٍ عالٍ، حيث يقوم بتقتطير النبات على شكل زيت عطري وبمعظمه يكون ساماً اذا لم يتم استخدامه بالشكل الصحيح.
إقرأ أيضا: دراسة حديثة: مشروبات من الأعشاب تقلل التوتر وتزيد جودة النوم وكفاءته
كما تحذر الاختصاصية من أن المشكلة لا تكمن في النبات، فقد يكون ذو فعالية عالية؛ “المشكلة هي في طريقة الاستخدام وعملية التحضير، فقد لا يملك الشخض الأدوات التي تمكنه من تحضير الكريم بطريقة عقيمة بدون تلوث، ومن الممكن أن تكون العبوة ملوثة، والهدف من هذا المستحضر معالجة إنتانات أو جروح أو حروق، وعند تطبيقه على المنطقة المراد علاجها يمكن أن تؤدي إلى إنتان إضافي.
وتلفت سلامة أنه في معظم الحالات يتم تناول النباتات عن طريق نصيحة من الأقارب والمعارف أو عن طريق الانترنت.
أعشاب آمنة
تقول سلامه “بالنسبة للأعشاب الآمنة مثل البابونج، ليس هناك أية مشاكل باستخدامها، ولكن في حالات الأشخاص الذين يتناولون أدوية أخرى فتؤدي لتداخل بين الأدوية والنباتات سواء زيادة فعالية أو نقص فعالية، أي أنه من الممكن أن تزداد فعالية الأدوية”.
وتعطي مثالً على ذلك، الناس الذين يتناولون أدوية مميعات الدم، إذ تقول سلامه إنه في حال تناول الشخص كميات كبيرة من الثوم، الزنجبيل، الكركم أو الجينكو، سيؤدي ذلك إلى زيادة فعالية دواء المميع، ويدخل المريض في مشاكل يمكن أن تكون قاتلة، أو العكس؛ يمكن للنبات أن يخفض من فعالية الأدوية وبالتالي سيتسبب بخطورة على المريض.
إقرأ أيضا: خبراء ينصحون ب”الطعام الفائق”: بذور عباد الشمس تحارب الشيخوخة
وتضيف “هناك مشكلة أخرى؛ عندما نتناول خلطات مركبة من العديد من النباتات، يؤدي استعمالها على المدى الطويل لظهور تأثيرات جانبية غير متوقعة، مثل بعض الإضطرابات الهضمية أو السمية الكبدية، لأن العديد من النباتات لم تدرس فعاليتها أو سميتها على المدى الطويل.
وهناك أشخاص يستخدمونها لأشهر أو سنوات، وبالتالي ستظهر عليهم تأثيرات غير متوقعة أبدا حتى للنباتات الأكثر أمانا.
بدائل لأدوية السرطان والسكري
تلفت سلامه إلى استخدام الأدوية في حالات الأمراض الخطيرة مثل مريض سرطان يأس من العلاج الكيميائي وسبب له الكثير من المضاعفات، فينصحه بعض الأشخاص المعالجين بأن العلاج عن طريق النباتات قد يكون أفضل وأقل سمية وله نتائج سحرية، وهؤلاء يتمسكون بأي أمل فيتركون العلاج الكيميائي، وهذا خطأ.
وهناك أشخاص فقدوا حياتهم أو أصبح لديهم مضاعات كبيرة لهذا السبب.
وأيضا مريض السكري المزمن، الذي يترك أدوية السكري ويتجه إلى الأدوية النباتية، على أمل الشفاء التام، فهذا حتما خطأ كبير، لأن الأدوية النباتية لها إمكانات ولها حدود وليس لها دور في الأمراض المزمنة والخطيرة، باستثناء أنه لها دور في التخفيف من الأعراض الجانبية للأدوية المستخدمة أو ملطفة في حالة معينة لدى المريض لا أكثر ولا أقل.
تختم سلامة ببعض الأمثلة عن نباتات مفيدة وضارة بحالات أخرى “هناك نباتات داعمة للكبد ومفرغة للصفراء وهذه النباتات تعطى في حالات التسممات الكبدية، تشمع والتهاب الكبد، وهناك مجموعة رائعة من النباتات تعطي فعالية ممتازة مثل شوك مريم، الكركم، الأرضي شوكي، وتستخدم في هذه الحالات، ولكن عند الاستخدام يمكن أن يكون لها تأثيرات سيئة لمن لديهم حصيات مرارية، حيث ستتحرك هذه الحصيات وتؤدي إلى نوبة مرارة، ويمكن أن تسد القنوات المفرزة لندخل في مشاكل نحن في غنى عنها”.
وأيضا النباتات العطرية كالصنوبر، الزعتر وغيرهما، تستخدم للمشاكل الصدرية ولها تأثير تنفسي مطهر ومقشع ولكنها مضادات استطباب عند مرضى الربو، في هذه الحالة يمكن أن يتعرض لنوبة ربو، حسب تعبير سلامة.
كما أن الثوم أو الزنجبيل مضاد استطباب لدى الأمراض التي تحتاج مميعات الدم لأنها تجمع الصفيحات الدموية.
في حين أن العرق سوس المفيد لعلاج السعال، والنفخة، وحتى التقرحات الهضمية، إلا أنه مضاد استطباب عند مريض الضغط، لأنه فعليا يرفع الضغط حتى عند الأشخاص السليمين، فإذا تناولوه لمدة شهر مثلا فهو يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، وفقاً للاختصاصية.