هاشتاغ_رأي محمد محمود هرشو
ربما تكون أولويات القادة اختيار فرق عمل ثابتة لتنفيذ خطط استراتيجية وفقاً لمؤهلات هؤلاء الأشخاص ،وأكرر كلمة “ثابتة” بما أن حالة الثبات تسهل تطبيق المخططات وبلوغ الأهداف، لكن ما ذكر ربما يطبق على فرق محيطة بالقادة (الدائرة الضيقة) وليس من المجدي تطبيقها على الكوادر التنفيذية أو من هم على احتكاك بالقاعدة الشعبية لاسيما في الحالة السورية التي أصبح هؤلاء يشكلون عِبئاً ثقيلاً وعنواناً لفقدان الأمل.
يخطئ من يعتقد أن تغيير الكوادر دون أن تتغير المعطيات غير مجدٍ، لأن الكوادر هي من تصنع المعطيات وتهيئ الظروف، لاسيما في الأمور التنفيذية وإدارة الأزمات، وإلا فنحن (وهو الأمر كذلك) من أصحاب نظرية المؤامرة والعوامل الخارجية التي تقوقعنا بها، وقد تقضي علينا تلك القوقعة.
عندما يتخذ القادة خطوات “جبارة” ونقع في مشكلة عدم القدرة على استثمارها، بل حتى الإساءة الى تلك الخطوة (مرسوم العفو الأخير نموذجاً) فنحن بحاجة إلى التفكير ملياً في حالة التسيّب واللاإدارة التي وصلنا إليها، ومن غير المقبول نهائياً شماعة الأجوبة المعلبة في هذه الخطوة، أي المؤامرة الخارجية، لأن الخطوة تعني “المتآمرين” أكثر من غيرهم، وهم المعنيين في إنجاحها بما أنها صفحة جديدة لحياة سياسية عنوانها “الصفح”.
من المؤكد أنه على الصعيد الشعبي بات من غير المقبول سماع التبريرات المعلبة ومشاهدة الوجوه التي اقترن وجودها بآلامٍ لطرفي النزاع، فالتشدد لا يجدي مع الصفح، وخاصةً حين كشف الغطاء عن أن التشدد لم يكن لولا الكثير من المكاسب (الشخصية) ولطرفي النزاع، وهذا ما كُشف بالكثير من حالات الفساد عبر وسائل الإعلام أو التواصل الاجتماعي حين تبين أن الكثيرين يقولون ما لا يفعلون، والأمثلة كثيرة.
يحدثني صديق من جماعة “اللاأمل” ضاحكاً حين يتم ذكر أحد المسؤولين التنفيذيين الشاغلين لأهم المناصب قائلاً : بمجرد تولي هكذا شخص لهذا المنصب فإننا نقول للعامة أننا لا نبالي بكم ! ويتابع متسائلاً عما قدمه خلال توليه مناصب أخرى، أو حتى ما هي محصلة سنين عمره الطوال سوى المكاسب المالية الشخصية، ويختتم محاججاً ومهدّئا دفاعي عن القرار: لو تقدم هكذا شخص لمنصب إداري في شركة خاصة هل سيتم قبوله ؟!
يشتد بين الحين والآخر الحديث عن “عاصفة” تغييرات، ويبدأ العامة بالتكهن وتحليل المناصب والأسماء، يقلق المُتغيّرون، ويصمت المُغيّرون ليتحقق ثالوث جميل بين المُتغير والمُغير والناس ينتهي بأمل يمتد لأشهر ولكن دون أن يدوم.