بينما تستمر الغارات الإسرائيلية على مناطق في لبنان وسوريا، وتحاول المجتمعات المضيفة التعامل مع الضغط الناتج عن أعداد العائدين، يبقى التحدي الرئيسي هو ضمان استدامة الدعم الإنساني وتأمين حلول طويلة الأجل للأسر المتضررة من النزاع المستمر في المنطقة.
وفي هذا السياق، أعربت الأمم المتحدة، الجمعة، عن قلقها إزاء الظروف الصعبة التي يواجهها اللاجئون في سوريا، مما دفع بعض اللبنانيين الذين لجؤوا إليها إلى العودة إلى بلادهم على الرغم من التحديات المستمرة.
عودة اللاجئين بين المخاطر والتحديات
قال غونزالو فارغاس يوسا، ممثل المفوضية الأممية لشؤون اللاجئين في سوريا، إن بعض الأسر اللبنانية تواجه قراراً معقداً وصعباً بالعودة إلى لبنان، مشيراً إلى أن هذه الأعداد لا تزال محدودة، لكنها تبرز كمؤشر على التحديات القائمة.
وأشار فارغاس يوسا إلى أن نحو 65% من العائدين إلى سوريا هم مواطنون سوريون كانوا قد لجؤوا إلى لبنان، بينما تشمل النسبة المتبقية لبنانيين اضطروا للنزوح إلى سوريا بسبب الظروف الأمنية في بلادهم.
زيادة في أعداد العائدين
بحسب المسؤول الأممي، عاد حوالي 400 ألف سوري من لبنان إلى سوريا منذ عام 2017 وحتى نهاية أيلول/ سبتمبر 2023، وهو العدد نفسه تقريباً الذي عاد خلال أسابيع قليلة منذ أواخر الشهر ذاته.
وأوضح فارغاس يوسا أن هذه الزيادة تعكس تغيراً في ديناميكيات النزوح، إذ شهدت الحدود أيضاً عبور 150 ألف لبناني إلى سوريا خلال الفترة ذاتها.
كرم المجتمعات السورية وتحديات الاستدامة
أشاد فارغاس يوسا بالاستقبال الذي أبدته المجتمعات السورية تجاه اللاجئين العائدين، واصفاً إياه بالكرم “المثالي”، لكنه أبدى قلقه من قدرة هذه المجتمعات على الاستمرار في تقديم الدعم في ظل الوضع الاقتصادي المتراجع ونقص التمويل المخصص للاستجابة الإنسانية.
وقال فارغاس يوسا: “نرى بالفعل مؤشرات على تحديات مستقبلية، مع تسجيل حالات عودة يومية من سوريا إلى لبنان بمعدل 50 أسرة تقريباً”، موضحاً أن هذه العودة تحدث رغم استمرار القصف والمخاطر.
تأثير القصف الإسرائيلي على المعابر الحدودية
لفت المسؤول الأممي إلى انخفاض عدد اللاجئين الوافدين إلى سوريا مؤخراً، حيث تراجع المعدل اليومي من 10 آلاف إلى 15 ألف لاجئ يومياً إلى حوالي ألفي لاجئ فقط.
وربط هذا الانخفاض بالقصف الإسرائيلي المتكرر للمعابر الحدودية، مما يزيد من تعقيد أوضاع اللاجئين والعائدين.
ودعا فارغاس يوسا الجيش الإسرائيلي إلى وقف الهجمات التي وصفها بأنها “غير مقبولة”، مشيراً إلى أنها تؤثر بشكل مباشر على جهود الإغاثة وحركة اللاجئين.
أرقام متباينة حول أعداد العائدين
وفق تقديرات مفوضية اللاجئين، تجاوز عدد الأشخاص الذين فروا من لبنان إلى سوريا منذ أواخر أيلول/ سبتمبر 560 ألفاً، بينما تقدر السلطات اللبنانية العدد بأكثر من 610 آلاف.
وتأتي هذه الأرقام في ظل استمرار التصعيد العسكري الإسرائيلي الذي يشمل استهداف مناطق عدة في لبنان وسوريا.