Site icon هاشتاغ

الأمم المتحدة: غزة تحتاج 80 عاماً لإعادة إعمارها

في ظل حجم الدمار غير المسبوق في غزة والتحديات التي تفرضها القيود الإسرائيلية، يبدو أن إعادة بناء القطاع ستكون مهمة صعبة قد تستغرق عقوداً.

 

ومع تدهور الوضع البيئي وتلوث المياه والتربة، تواجه غزة أزمة إنسانية تستدعي تحركًا دوليًا عاجلاً لإنهاء الحصار وضمان توفير المساعدات اللازمة لإعادة الإعمار.

 

دمار هائل

أكد خبير الإسكان بالأمم المتحدة، بالاكريشنان راغاغوبال، أن قطاع غزة تعرض لـ “وابل غير مسبوق من الدمار” منذ أن شنت “إسرائيل” هجومها العسكري في أعقاب هجوم حركة “حماس” في 7 تشرين الأول/ أكتوبر من العام الماضي.

 

وذكر راغاغوبال، الذي يشغل منصب المحقق المستقل للأمم المتحدة المعني بالحق في السكن الملائم، أن حجم الدمار في غزة تجاوز حتى ما شهدته مناطق النزاع الأخرى مثل سوريا وأوكرانيا.

 

دمار واسع في الشمال

خلال حديثه للصحفيين يوم الجمعة، وصف راغاغوبال وحشية الهجوم على غزة قائلاً: “وحشية الدمار في غزة لم تظهر في الصراعات في سوريا وأوكرانيا”.

 

ووفقاً لتقديرات المحقق الأممي، فإن نسبة تدمير المنازل في قطاع غزة تراوحت بين 60% و70% بحلول كانون الثاني/ يناير 2024، في حين بلغت نسبة التدمير في شمال غزة 82%.

 

وأشار إلى أن الوضع “أسوأ بكثير الآن”، حيث تقترب نسبة التدمير في الشمال من 100%.

 

39 مليون طن من الحطام

أوضح تقرير صادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن حجم الحطام الناتج عن الهجوم الإسرائيلي بلغ أكثر من 39 مليون طن، حيث يشمل الركام مواد خطرة مثل الذخائر غير المنفجرة والنفايات السامة والأسبستوس من المباني المنهارة.

 

وأكد راغاغوبال أن تلوث المياه الجوفية والتربة في غزة وصل إلى مستوى كارثي للغاية، مما يثير تساؤلات حول ما إذا كان بالإمكان معالجتهما في الوقت المناسب لتمكين الناس من العودة إلى منازلهم.

 

قيود الاحتلال تعيق إعادة الإعمار

أشار راغاغوبال إلى أن إعادة إعمار غزة ستكون مستحيلة ما لم ينتهِ الاحتلال الإسرائيلي، مشدداً على أن “إسرائيل” تفرض قيوداً على دخول مواد البناء والمعدات التي تدعي أن لها استخدامات مزدوجة.

 

وفي ظل هذه القيود، يصبح من الصعب إعادة بناء المنازل المدمرة. وأوضح أن هذا الوضع مشابه لما حدث بعد حرب عام 2014، حيث كان يتم بناء أقل من ألف منزل سنوياً.

 

80 عاماً لإعادة البناء

بحسب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، تم تدمير حوالي 80 ألف منزل خلال الحرب الحالية.

 

وإذا استمر الوضع الحالي بنفس الوتيرة، فإن عملية إعادة الإعمار قد تستغرق 80 عاماً، وفقاً لتقديرات راغاغوبال.

 

وبيّن أن هذه الفترة الطويلة تعود إلى العقبات التي يفرضها الاحتلال على توفير المواد اللازمة للبناء، بالإضافة إلى نقص التمويل اللازم.

 

الآثار الإنسانية والبيئية

تسبب الدمار واسع النطاق في غزة بأزمة بيئية وصحية خطيرة، فقد أدى تلوث المياه الجوفية والتربة إلى تحديات هائلة في تلبية احتياجات السكان.

 

وقد أشار راغاغوبال إلى أن الأوضاع في غزة أصبحت كارثية إلى درجة أن أي جهود للإصلاح قد لا تتمكن من تحقيق نتائج ملموسة في الوقت القريب.

Exit mobile version