تتجه أنظار الأميركيين والعالم أجمع إلى يوم الثلاثاء المقبل، الذي سيحسم هوية ساكن البيت الأبيض خلال السنوات القادمة.
لكن لماذا تم اختيار هذا اليوم بالذات لكي يدلي الأميركيون بأصواتهم؟.
على مدى عقد تم اختيار يوم الانتخابات بالأساس لمراعاة ظروف المجتمع الأميركي الذي كانت أغلبيته من المزارعين.
فقد اعتاد الأميركيون منذ أكثر من قرن ونصف على اعتماد أول يوم ثلاثاء من شهر تشرين الثاني/نوفمبر لانتخاب الرئيس.
لكن قبل ذلك، اتجه الأميركيون لاختيار أيام عديدة للإنتخاب. فخلال الانتخابات الرئاسية الأولى بتاريخ البلاد، التي ترشح فيها جورج واشنطن وحده، أقيم هذا الاستحقاق على طول الفترة الممتدة بين يومي 15 كانون الأول/ديسمبر1788 و7 كانون الثاني/يناير 1789.
ثم سمح للولايات الأميركية لاحقاً بإجراء الانتخابات في أي وقت تريده خلال فترة 34 يوما، قبل أول يوم أربعاء من شهر كانون الأول/ديسمبر.
لكن هذا النظام المعتمد أظهر حينها العديد من العيوب، حيث أثرت معرفة نتائج التصويت المبكر بشكل كبير على نسب الإقبال والرأي العام في الولايات التي أجريت فيها الانتخابات بشكل متأخر.
من جهة ثانية، كان بإمكان هؤلاء الناخبين الذين يصوتون في اللحظات الأخيرة تحديد نتيجة الانتخابات بأكملها ببعض الأحيان.
لذا وأملا في وضع حد لهذه الشوائب، أقر الكونغرس الأميركي قانونا فيدراليا حدد يوم الانتخابات المعروف حاليا.
فوقع الإختيار على أول يوم ثلاثاء من تشرين الثاني/نوفمبر. وقد بدأ التصويت بهذا اليوم لأول مرة خلال الانتخابات الرئاسية التي جرت عام 1848 وانتهت بفوز مرشح اليمين زاكاري تايلور (Zachary Taylor).
إلى ذلك، وقع اختيار الكونغرس على هذا اليوم بسبب تركيبة المجتمع الأميركي الذي كان أغلبه من المزارعين. فبسبب تواجدهم بمواقع بعيدة عن مراكز الاقتراع، احتاجوا ليوم على الأقل للتنقل والإدلاء بأصواتهم.
وأثناء بحثهم عن اليوم المناسب للإنتخاب، أكد المشرعون ضرورة توفير يومين قبل يوم الإنتخاب لمساعدة الناخبين على التنقل.
وفي غضون ذلك، اعتبر المشرعون عطلة نهاية الأسبوع غير ملائمة بسبب تواجد أغلب الأميركيين في الكنائس يوم الأحد.
فضلا عن ذلك، وصف يوم الأربعاء باليوم السيء بسبب تواجد المزارعين في الأسواق.
ومع أخذ كل هذه العوامل بعين الاعتبار اتفقوا على اعتماد يوم الثلاثاء.
من جهة ثانية، اختار المشرعون شهر نوفمبر لأغراض ارتبطت بالمزارعين أيضا، مفضلين الابتعاد قدر الإمكان عن الربيع وأوائل الصيف خوفا من تداخل الانتخابات مع موسم الزراعة.
كما حبذوا عدم تحديد الانتخابات ما بين أواخر الصيف وأوائل الخريف بسبب موسم الحصاد.
لهذا تم اختيار شهر تشرين الثاني/نوفمبر الذي يقع بعد موسم الحصاد وقبل بداية الطقس الشتائي البارد