هاشتاغ-رأي-زياد شعبو
انطلقت مرحلة جديدة من مسلسل كرة القدم المحلية، مع إعلان انتخابات الأندية المشاركة في الدوري السوري الممتاز لكرة القدم، ليظهر السؤال الأبرز في هذه المرحلة، عن نوعية ومدى جدوى هذه العملية، وفي أي غايات تصب مصلحة رؤوس الأموال التي تضخ في استثمار غير ذي منفعة ومردود اقتصادي غير مجدٍ في الرياضة السورية!.
الانتخابات الرياضية لمرحلة جديدة..
بدأت الأسبوع الماضي الانتخابات الرياضية للأندية المحترفة لكرة القدم وكرة السلة، في دورتها الحادية عشرة، بهدف انتخاب إدارات رياضية جديدة ستستمر لخمس سنوات مقبلة.
ومن المعول أن تبدأ انتعاشة رياضية جديدة مع طي صفحة التعيينات والعودة لسكة الانتخابات لتفعيل دور الجمهور الرياضي في اختيار إدارت أنديته .
ولعل الوجه الذي يدعو للتفاؤل في هذه العملية هو تجديد الروح في الشارع الرياضي، وإعادة تنشيط الأندية بوصفها مؤسسات عمل رياضي واجتماعي.
في حين أن لهذه العملية سلبيات أيضا كما إيجابياتها، تتمثل في أغلبها بفقدان المرشحين الأهلية الرياضية في كثير من الحالات وفقد المتنافسين لثقافة الانتخابات، فغالباً ما يكون التنافس صراعاً بنتائج تخريبية على الأندية وملفات معلقة من دون حلول.
استثمار في الخراب..
ما إن أُعلن موعد الانتخابات الرسمية، حتى برزت الأسماء المخولة دخول المنافسة وفق شروط حددها الاتحاد الرياضي العام، وتقضي شروط الترشح أن يكون صاحب طلب الترشيح ممارسا لكرة القدم إن كان في الجانب الفني أو الإداري، على الأقل لخمس سنوات، وغيرها من الشروط والمتطلبات التي تقع في خانة الطبيعية.
لكن المشهد الأولي الذي ترافق مع الإعلان هو ظهور طبقة جديدة من هواة الاستثمار في الخراب بهدف غير واضح، وإلا ما معنى أن يتقدم لنيل الأصوات مستثمرون، وسط كل الخراب في الملاعب والمنشآت
وحتى مقرات الأندية، ومن دون أي ريوع مجزية وبجوائز مالية لبطل الدوري لا تغطي عقداً واحداً فقط، لنعود إلى نقطة البداية عن سبب وجود متمولين لا يملكون سجلا تاريخيا فنيا يستطيع أن يقود دفة نادي ومؤسسة متكاملة لتنشئة اجيال رياضية.
ولأن المال عصب الرياضة بكل أنواعها ومن الطبيعي الترحيب بكل رجال الأعمال وأموالهم، لكن الصورة ستبقى ناقصة إذا لم تتواجد في تلك الإدارات التي صنعتها الأموال خبرات اجتهدت سنوات حتى امتلكت أدوات بعيدة عن المقدرات المالية.
الصورة الأخيرة الأفضل للكرة السورية المحلية والرياضة عموما، هي استثمار الإمكانات الفردية في منشآت رياضية سوية والتي بدورها ستجلب الاستثمار في المستقبل، أما الاستثمار في الخراب فهي زرعة في صحراء..