طالبت “الإدارة الذاتية” التابعة لـ”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) التحالف الدولي وروسيا بالتدخل لوقف الهجمات التركية على مناطق سيطرتها في شمال شرقي سوريا.
وقالت “الإدارة الذاتية” في بيان لها اليوم الأحد، إن القوات التركية تشن منذ أربعة أيام ضربات جوية على مناطق تشمل “الجزيرة، عين العرب/كوباني، منبج، تل تمر، وعين عيسى” في حين تواصل أعمالها العسكرية البرية في منطقتي الشهباء والشيخ مقصود.
وكشفت أن القصف التركي يأتي من دون مبرر، ويهدف إلى تعميق الأزمات الاقتصادية من خلال استهداف المنشآت الخدمية والحيوية.
ولفتت إلى أن هذا التصعيد يشكل “خطرا كبيرا” على الأوضاع الإنسانية والاجتماعية، إذ يتيح الفرصة لعناصر “إرهابية” لإعادة تنظيم صفوفهم وشن المزيد من الهجمات، مما يهدد الاستقرار وجهود مكافحة الإرهاب التي تقوم بها قواتها بالتعاون مع التحالف الدولي، بحسب تعبيرها.
وحذرت “الإدارة الذاتية” من كارثة إنسانية واقتصادية تهدد ملايين السكان المحليين والنازحين في مناطق نفوذها، مشيرة إلى أن الهجمات استهدفت المنشآت الزراعية والصناعية، بما في ذلك المخابز، مما تسبب في خروجها عن الخدمة.
ولمّحت إلى أن التصعيد يعرض سلامة السجون للخطر، مما قد يمنح “الإرهابيين” فرصة لاستغلال الوضع لصالحهم، بحسب وصفها.
وكان زعيم “قسد”، مظلوم عبدي نفى، أمس السبت، تورط قواته في الهجوم الأخير الذي استهدف شركة الصناعات الجوية والفضائية التركية (TUSAŞ) في العاصمة التركية أنقرة، والذي أسفر عن مقتل خمسة أشخاص.
وقال عبدي خلال كلمة متلفزة بثها الموقع الرسمي لـ “قسد” إن تركيا “لا تملك دليلا يثبت تسلل منفذي الهجوم من سوريا”، مشددا على التزام قواته بعدم القيام بأي عمليات عسكرية داخل الأراضي التركية.
وانتقد عبدي مواقف القوى الدولية، معتبرا أنها “غير كافية”، ودعاها إلى ممارسة ضغوط أكبر على تركيا لإجبارها على وقف هجماتها، مشيرا إلى أن “الهدف الأساسي لتركيا من هذه الهجمات هو القضاء على مشروع الإدارة الذاتية”.
يُذكر أن وزارة الدفاع التركية أعلنت استهداف أكثر من 30 عنصرا تابعا لـ “قسد” ضمن غاراتها الجوية المتواصلة على مواقع ومنشآت “قسد” في مناطق مختلفة من الشمال السوري خلال اليومين الأخيرين.
وبحسب مصادر محلية، فإن الغارات التي شنتها الطائرات التركية أمس السبت، استهدفت العديد من المواقع والمراكز الحيوية التابعة لقسد في شمال شرقي سوريا.
وقالت المصادر إن من بين الأهداف التي قصفها سلاح الجو التركي “مركزا للتجنيد بالقامشلي، بالإضافة إلى موقع عسكري بجانب معمل الألبان بمنطقة المالكية (ديريك) ومرآب عسكري، ومستودعٍ للأسلحة بعامودا، ومركز لأعمال الإنشاءات العسكرية والأنفاق بتل تمر” بريف الحسكة الشمالي.
وأضافت أن القصف “استهدف لأول مرة محطة تل عدس التي توزع المحروقات لمختلف مناطق شمال شرقي سوريا.
كما استهدف الطيران التركي “محيط معبر عون الدادات من جهة منبج”، بريف حلب الشرقي، وفق ما أفادت المصادر.