الخميس, فبراير 6, 2025
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

الرئيسيةخطوط حمرالإدارة "بالحمقى" !

الإدارة “بالحمقى” !

هاشتاغ- رأي- محمد محمود هرشو

يقول أبو نواس: إذا كان الزمان زمان حمقى، فإن العقل حرمان وشوم، فكن أحمقاً مع الحمقى فإني أرى الدولة بدولتهم تدوم .

قررت أن أبدأ بما يجب أن أنهي لسببين؛ الأول أن الكثير من الناس يدركون ما ذكر أبو نواس وأخذوا به، فهم بلغوا الحكمة، وهذا ما لم أصل إليه بعد، والثاني لأتفكر بالخلاصة وأنا أذكر الأمثلة، وأخط هذه الكلمات، وأستخلص العبرة: أرى الدولة بدولتهم تدوم !

أخذ هؤلاء يحيطون بنا في كل مكان، فالأحمق في اللغة العربية هو ناقص العقل، ضعيف التصرف، لا يسعفه عقله في كثير من المواقف، ونقصان عقل الأحمق آتٍ من عدم تقديره لعواقب الأمور الحاضرة أو المستقبلية.

أظن أنني بعد التفسير اللغوي لمعنى الحمق، ومدح أصحابه في المقدمة؛ فهم بلغوا الحكمة، أستطيع الآن ضرب الأمثلة والاسترسال في التمعن حولي دون انزعاجهم درءاً لحماقاتهم .

فأنا أحمق لو ادعيت المعرفة أو اعتبرت نفسي صحفياً بعد عددٍ وجيزٍ من المقالات، والصحفي الذي يدّعي قدرته على مكافحة الفساد وسط التفنّن في حجب المعلومات والبيانات ذلك مثلي، وكذلك المسؤول الذي يدّعي أن مقالة صحفية أو صفحة فيسبوك وهمية توهن عزيمة الأُمة، أو حتى عزيمة أُمّهِ، أو تضعف شعورهم القومي، لأنه لو كان يرى في نفسه الإنسان السليم لأدرك أنه معرّض للنقد أو حتى للشتم، والأهم أنه ليس الأمّة ولا حتى الدولة !

كذلك؛ وفي نفس الخانة يقع ذلك المسؤول الذي يعتبر طوابير حاجات الناس حالة نفسية، أو من يتذرع بمكافحة الفساد لتصفية حسابات شخصية ، ومن يشيع وسط زبانيته أنه قادر على تعيين وزراء فيصدقونه، فيكون سارقاً لمليارات الليرات السورية، وأيضاً المسؤول الذي يتابع ما يُقال عنه في كواليس المجالس ليصب حقده على هؤلاء ويحاول أن يثبت أنه ليس صغيراً .

عاصرت ضباطاً ادعوا معرفتهم بالصحافة، فاصطف الصحفيون على أبوابهم، وصحفيين ادعوا معرفتهم بمكافحة الفساد فكانوا ملكيين بهذا الأمر أكثر من المؤسسات الرقابية والجهات المعنية، واقتصاديين ادعوا معرفتهم بالسياسة، وسياسيين ادعوا فهمهم الأمني والاقتصادي أو معرفتهم حتى بالسوشي، ووزراء زعموا معرفتهم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. باختصار؛ كلنا يدرك كل شيء إلا عمله، وهذا يعني أننا لا شيء. إنه زمان الحمق، فكن مع الحمقى، فإن الدولة بدولتهم تدومُ .

زجل
أحجِم حماقتك ودع الناس تمضي لست بالحماقة مهما تفضي

جدل
يقول الجاحظ : لا تجالس الحمقى فإنه يعلق بك من مجالستهم يوماً من الفساد ما يعلق بك من مجالسة العقلاء دهراً من الصلاح، فإن الفساد أشد التماساً بالطبائع.

غزل
المرأة لا تصبح حمقاء إلا إذا استخدمت غرائزها متجاهلةً كيدها وفطنتها.

مقالات ذات صلة