Site icon هاشتاغ

الإدارة بـ”اللقطاء”

أرجوا ألا يؤاخذني بعض من حكمت عليهم الحياة بجهل النسب، فهؤلاء ليسوا هم المقصودين هنا، ولست ممن يطلق الأحكام على الظاهر.

هاشتاغ-رأي- محمد محمود هرشو

لاسيما لذنبٍ لم يرتكبه فرد، وإنما أقصد الأشخاص الذين “التقطتهم” تجاذبات المصالح، ووضعتهم “كلقطاء” في عالم السياسة أو الإدارة، فراحوا يصبون حقدهم الذي “التقطوه” من الشوارع في كل قراراتهم المنعكسة على شتى جوانب حياتنا اليومية .

استوقفني قبل سنوات حديث عابر مع أحد الأصدقاء، حين قام باستعراض بعض أسماء القائمين على بعض “الإدارات” متسائلاً عن جذورهم، أو حتى أسماء أجدادهم أو أقاربهم، والمناطق التي ينحدرون منها .

لم يطربني الطرح، كوني لا أهتم إلا فيما يصدر عن الشخص من تصرفات وقرارات، ولا أحب إطلاق أحكام تنتج عن معطيات غير مادية، فأقع في سوء التقدير.

بالمقابل؛ لا أحبذ إهمال ما يطرح أمامي؛ لاسيما إن كان من أشخاص أثق في آرائهم السديدة التي كسبوها من تراكم خبراتهم في الحياة.

وها هي تمضي أعوام عدة على النقاش المذكور، حاولت خلالها إسقاط العديد من الحالات لأجد ما يقنعني فيما ذكر وفق معطيات سآتي على ذكرها :

وجدت العديد من أبناء العشائر الذين اشتروا النسب بالمال – وهنا لا أعمم بالتأكيد- والكثير ممن يتشدقون بمعرفتهم بالأنساب وقراءة التاريخ (الذي يكتبه المنتصر ) هم من”اللقطاء”، والكثير ممن اشتروا مراكز اجتماعية وكراسٍ برلمانية بفضل الولاء لـ”لقطاء” آخرين، ورجال أعمال “صدفة” هم “لقطاء” حروب وأزمات، ورجال دين “بارزين” هم “لقطاء” لوبيات صنعتهم لمصالح استراتيجية، ومشاهير كثر هم “لقطاء” صانعيهم لتصنيع فقاعات تسويقية ..

عرفتُ “لقيطاً” كثير التلون، يشغل منصباً قيادياً يتيح له وفق زعمه اختيار الكثير من المسؤولين، ومنهم وزراء، ويجاهر بدوره في ترشيحات التشكيل الحكومي الأخير، لكن دوره كان وفق أهواء الطريق ، وعلاقاته مع أبناء هذا الطريق الذي يسعى لفرضهم داخل مراكز هامة في الحكومة والدولة، أملاً منه في تحويل البلاد إلى مزرعة “لقطاء” يجتمعون بها، ويقررون مصير الأبناء الذين برّوا بأهاليهم، وأفنوا عمراً في خدمتهم، لكن ولله الحمد كُشف هذا “اللقيط” من قبل مرؤوسيه، وتم تجاهل مقترحاته تماماً، فأخذ يتصل بالأشخاص الناجحين والذين حاول رميهم على قارعة طريق السياسة، مهنئاً أياهم بثقة القيادة، وممنناً أياهم بالاتصال، ومساعدتهم في بقائهم ضمن مناصبهم !!

استوقفتني الكثير من حالات “اللقطاء” المتواجدين لتخريب إداراتنا خلال السنوات الماضية، وها هم بيننا يقررون مصائرنا، والأمر يتفاقم لأسباب لوجستية تحاول الدولة جاهدةً إيجاد حلول قانونية واجتماعية لها، بعد أن خرجت الكثير من المناطق، ولسنوات عن سيطرتها، حيث دخل تلك المناطق شتى شذاذ الأرض، لاسيما أنهم أتوا بهدف”نكاح” حسناوات هذه البلاد كما وعدتهم “آلهتم”، وأصبح أولادهم أمراً واقعاً على أرضنا .

لكن كوننا نجيد تجاهل التاريخ (بكل رواياته) تناسينا أنه في المئة سنة الأخيرة فقط، مرت على هذه البلاد العديد من الحروب والمحتلين، وما زلنا ندفع ثمنها حتى الآن، فالاحتلالان العثماني والفرنسي لم ينجلِ “لقطاؤهما” بعد، وما مر قبلهم من محتلين أصبح “لقطاؤهم” شباناً ثم شياباً، واعتلوا أهم مراكز إداراتنا ولا زالوا ينجبون أبناء ومسؤولين .

لست من دعاة التطهير العرقي، وتحفيز الأشخاص بالبحث لإثبات النسب، فهذا في حكم المستحيل، وليس من طبعي وتفكيري على الأقل للسبب الذي ذكرت سابقاً في أنه “لا تزر وازرةً وزر أخرى”، وأن الإنسان محكوم بأفعاله مجرداً من كل ما يناقض ذلك .

والأهم من كل ذلك، أن محترِفات الدعارة لا ينجبن “لقطاء”، لأنهن لا يثقن بأحد، وإنما “اللقطاء” هم أبناء لحظة ثقة، فكم نحن بحاجة اليوم للاستفاقة والتفكير قبل منح الثقة للقطاء المصالح .

زجل
أبعد لقيطاً عن عرشك ومالك. عينه فارغةً وهو ليس بودود لك

جدل
اللقيط من ألتقط مساوئ المجتمعات وسمومها ،وأخذ ينشرها بين أهله

غزل
المرأة لا تحمل لقطاء لأنها أذكى من ذلك ،هي فقط تكون قد وضعت ثقتها بذكر ليس برجل

لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام

Exit mobile version