الثلاثاء, مارس 11, 2025
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

الرئيسيةخطوط حمرالإدارة بـ"الرؤيا"

الإدارة بـ”الرؤيا”

تعمدتُ أن أكتب “الرؤيا” بحرف الألف لسببين؛ الأول هو التفسير اللغوي لـ”الرؤيا” وهو ما يُشاهد في المنام، لذلك هو التفسير الأقرب الى الفكرة المذكورة، والمناوئة تماماً لمعنى “الرؤية” وهو ما تراه العين اليقظة أو حتى ارتباطه بعلم الإدارة الذي أوجد مجلدات عن الرؤية والرسالة والهدف.

هاشتاغ – رأي محمد هرشو

لكنني أفضّل هنا التطرّق إلى الواقع، لذلك علينا الاستفاضة باللامؤسسات واللا إدارة، ودعونا نتفق على كلمة “الرؤيا” بشكلها المكتوب، وبالنهاية نهايتها حرف “أ” تشبه شكل “الخازوق”، وهو النهاية الحقيقية لـ”الرؤيا” في عالمنا.

يستفيض المسؤولون في حبهم لـ”رؤيا” أخطاء خصومهم، أو حتى مرؤسيهم، ولا أبالغ إن قلت إننا أصبحنا في عالم تستند فيه أهم مدخلات القرار لـ”الرؤيا”، وباتت لـ”الرؤيا” شخصيات متخصصة امتهنتها واستفاضت في ذلك، حتى أنها طورتها وباتت تستخدم أحدث التجهيزات التقنية لتقديم “الرؤيا” التي تؤذي خصومه، ولظهارها أمام أصحاب القرار، وبات الجميع يبرع في ذلك، كُلٌ يتأمل تقديم “الرؤيا” التي تساعده في تصفية خصومه وإنهاء مستقبلهم السياسي أو الاقتصادي، سواء في توثيق هفوة غير محببة أو حديث يتخلل كلمة غير مناسبة، وقد يصل الأمر إلى زيارة شخصية لا تناسب أهواء رؤساء الشخص المرئي .

عرفت مسؤولاً (ومثله كثيرين) لديه الكثير من العداوات والمؤامرات. استغربتُ أن الجواب لأغلب خلافاته مع الناس ليست سياسية أبداً، حيث تختصر بجملة صغيرة وهي (عبيحكي علي) !!

لكن هذا المسؤول “طبل” وهو أصغر حتى من الانتظار لبدء العداوة وفتح الخصومة عبر تقديم “رؤيا” من قبل الراوي سواء مسموعة أو مشاهدة، فهو بمجرد سماع حديث قيل عن قال يبدأ بفتح نار الخصومة التي أدت لإزاحة كفاءات هامة من جسم الدولة، وأودت بالبعض إلى السجون، وآخرين ليصبحوا عاطلين عن العمل الحكومي !!

على صعيد آخر؛ عرفتُ رجل أعمال ذاع صيته في البلاد، وكان يبرع في تقديم “الرؤيا” حيث يكاد لا يخلو حديث أمامه من أن يكون مسجلاً بطريقة سرية. وهنا يكمن دوره في اجتزاء التسجيلات وانتقاء العبارات التي تخدم مصالحه وتقتص من خصومه، وكذلك تكمن براعته اختياره للجهة التي سيقدم لها “الرؤيا” وعن طريق من، بحسب أهمية الراوي، وشدة الخصومة؛ سواء ما ظهر منها أو ما بطن، لأن الخيارات مفتوحة أمام هذا الشخص ومن أعلى مستويات صناعة القرار لتقديم “الرؤيا” التي تساهم في اتخاذه .

لكن الحظ لم يكن حليف هذا الشخص بعد عقود، وتقدم عليه رجل أعمال آخر هو أمهر وأجدر في طرح “الرؤيا” وقدم “رؤيا” ممنهجة ومبرمجة ضده أودت لإزاحته من المشهد الاقتصادي .

ربما يبدو الأمر مستغرباً رغم اقترانه بأمثلة مخزية، لكن المستغرب أكثر هو لهاث أصحاب القرار لاستقبال “الرؤيا”، والركض وراء من يقدم “الرؤيا” التي تخدم مصالحهم وتصفي خصومهم، مبعدين كل البعد المصلحة العامة ومتناسين كل ما حل من خراب بالبلاد، والحال الذي وصل إليه العباد .

زجل
كيف ترى وأنت أعمى القلب فهو ليس كالعين يهوى الذنب
مهلك عليه بلا مطب الدنيا مو بس مؤامرات وكذب

جدل
يقول الإمام علي لمالك الأشتر في رسالة العهد : والصق بأهل الورع والصدق ،ثم رُضهُم على أن لا يطروك ،ولا يبجحوك بباطل لم تفعله، فإن كثرة الإطراء تُحدث الزهوة وتدني من الغِرة، ولا يكون المحسن والمسيئ عندك بمنزلة سواء.

غزل
المرأة المُحبة ترى بقلبها، فهي ليست بحاجة إلى نقل “الرؤيا”من أحد.
أما صاحبة المكائد والمؤامرات (عكس الحب فقط العلاقة تكون بتلاقي مصالح) فهي بحاجة إلى جيوش من أصحاب “الرؤيا” لنقل كل شيئ، لأنها لا ترى شيئا .. ببساطة لأنه ليس لديها رؤية، فلا تستطيع الحفاظ على الهدف .

لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام

مقالات ذات صلة