أعلن وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون اليوم الجمعة أن بريطانيا وشركاءها سيفتحون إلى جانب الولايات المتحدة ممرا بحريا لنقل المساعدات إلى غزة مباشرة.
وأضاف كاميرون على منصة “إكس”: “أهل غزة في حاجة ماسة للمساعدات الإنسانية… ونواصل حث إسرائيل على السماح لمزيد من الشاحنات بدخول غزة باعتبارها أسرع وسيلة لإيصال المساعدات لمن يحتاجونها”.
وأعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين أن أوروبا تعكف على تمويل جهد إغاثي رئيسي للفلسطينيين.
وأضافت أن أوروبا ستقدم 250 مليون يورو هذا العام فقط كتمويل للمساعدات الإنسانية للفلسطينيين.
وقالت “التحدي الرئيسي هو إيصال هذه المساعدات إلى الناس في غزة”.
وتابعت قائلة “لهذا سندشن الممر البحري من قبرص مع الولايات المتحدة ودولة الإمارات العربية المتحدة”.
وقالت أورسولا فون دير لاين، إن تشغيل الممر البحري من قبرص قد يبدأ مطلع الأسبوع.
وكشفت فون دير لاين في تصريحات من مدينة لارنكا الساحلية في قبرص: “نحن الآن قريبون جدا من فتح هذا الممر، ونأمل أن يكون ذلك في يومي السبت أو الأحد المقبلين. أنا سعيدة جدا لرؤية إطلاق تجريبي أولي اليوم”.
والخميس أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أنه سيتم تشييد ميناء مؤقت في غزة، لتسهيل تدفق المساعدات عن طريق البحر، التي ستأتي في البداية من قبرص.
وكان الرئيس الأميركي قد أعلن، أنه أصدر تعليماته للجيش بإنشاء ميناء مؤقت على ساحل غزة يمكنه استقبال شحنات من الغذاء والماء والدواء التي يحتاجها القطاع المحاصر بشدة.
وأضاف في خطاب حالة الاتحاد الذي نشره البيت الأبيض “أقول لإسرائيل إن المساعدات الإنسانية لغزة لا يمكن أن تكون قضية ثانوية”.
ومضى قائلا إن حماية وإنقاذ أرواح الأبرياء في غزة يجب أن تكون أولوية.
ولم تكن “إسرائيل” بعيدة عن هذه الترتيبات، فقد نقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي كبير لم تكشف عن اسمه قوله إن “تل أبيب” تؤيد إقامة رصيف عائم مؤقت لإدخال المساعدات الإنسانية الإغاثية إلى سكان قطاع غزة كالذي تحدث عنه بايدن.
وبحسب هذا المسؤول، فقد تم بحث هذه المبادرة بين “إسرائيل” والولايات المتحدة في الماضي والاتفاق على التنسيق بينهما لتنفيذها.
مواصفات الميناء
في ذات السباق، أوضح الخبير الأردني في الشؤون العسكرية والإستراتيجية هشام خريسات أن فكرة إنشاء مثل هذا الميناء كانت مطروحة قبل 10 أعوام لكنها لم تر النور بسبب الرفض الإسرائيلي في حينه، وتم إعادة طرح الموضوع بالتزامن مع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث طرحها وزير الخارجية يسرائيل كاتس وتوصل إلى اتفاق ومباركة من قبرص واليونان على هذه الخطوة.
وأشار خريسات إلى أن التكلفة الأولية للمشروع تقدر بـ35 مليون دولار ستدفعها الولايات المتحدة، وعمق الغاطس للسفن بالرصيف لن تقل عن 17 مترا، لاستيعاب جميع سفن المساعدات، بحسب ما نقلت “الجزيرة”.
وذكر أن مساحة الميناء ستكون 6 كيلومترات مربعة لأنه سيضم مشافي عائمة تعالج نحو 2.3 فلسطيني مدني في غزة، بالإضافة لبيوت إيواء عائمة بسفن جنبا إلى جنب مع المشافي.
وأوضح خريسات أنه سيتم تخصيص ميناء بقبرص مدفوع الأجر من الولايات المتحدة، بحيث يصل إلى موقع الميناء على شاطئ مدينة خان يونس على سواحل غزة.
واشار إلى أن المسافة من ميناء قبرص إلى الميناء الأميركي في غزة تقدر بـ387 كيلومترا.
ولفت إلى أن السفن ستذهب أولا إلى ميناء “إسدود” الإسرائيلي ليتم تدقيقها وفحصها ثم ترسل تحت سيطرة البحرية الإسرائيلية والمسيرات إلى القطاع.
أهداف غير معلنة
يشير الخبير خريسات إلى أنه رغم “الجانب الإنساني” لما أعلنه بايدن وإيصال المساعدات الإغاثية لقطاع غزة وإنشاء مستشفيات عائمة لعلاج جرحى الحرب، فإن هناك جانبا آخر للميناء العائم يرتبط بتشجيع هجرة الفلسطينيين طوعا إلى أوروبا، وإلغاء أي دور لمعبر رفح البري على الحدود مع مصر.
واعتبر أن “الرصيف العائم على شواطئ غزة، ظاهره مساعدات وباطنه هجره طوعية إلى أوروبا”.
وأشار خريسات إلى أن إنشاء هكذا ميناء سيخرج معبر رفح عن الخدمة بالتأكيد لأن “إسرائيل” لا تثق به، وتعتبره المدخل الرئيسي لأسلحة حركة المقاومة الإسلامية “حماس”.
ويعتبر معبر رفح المنفذ الوحيد لغزة مع العالم الخارجي، وخاصة في مسألة دخول المساعدات الإنسانية إليه خلال هذه الحرب التي قيدت فيها “إسرائيل” دخول المساعدات للقطاع، وهو ما يهدد بحدوث مجاعة خاصة في مناطق الشمال.
وكان تنقل الأفراد والبضائع من وإلى القطاع يتم عبر 6 معابر، وهي بيت حانون “إيرز”، وكارني، وناحل عوز، وكرم أبو سالم، وصوفا، بالإضافة إلى معبر رفح على الحدود مع مصر.
وبعد الحصار الذي فرضته “إسرائيل”على غزة منذ عام 2007، أغلقت جميع المعابر ما عدا معبري رفح وبيت حانون اللذين خصصا لتنقل الأفراد، ومعبر كرم أبو سالم الذي خصص لنقل البضائع.
فتح معابر قطاع غزة
الإعلان الأميركي ومسارعة بريطانيا للانضمام ومباركة “إسرائيل” لهذه الخطوات لم تفلح في وقف الدعوات إلى إعادة فتح معابر قطاع غزة.
فقد دعا المتحدث باسم مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان جيريمي لورانس إلى وضع نهاية فورية للصراع في غزة ووقف القتل والدمار.
وطالب المسؤول الأممي بفتح المعابر الحدودية بشكل كامل واتخاذ الخطوات اللازمة لضمان الحركة الحرة والآمنة لقوافل المساعدات إلى المدنيين أينما كانوا.
وحذر المتحدث باسم مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان من أن أي هجوم بري على رفح من شأنه أن يؤدي إلى خسائر فادحة في الأرواح ويزيد من خطر وقوع المزيد من الجرائم الوحشية
ويشار إلى أن ما لا يقل عن 576 ألف شخص في غزة، أي ربع سكان القطاع تقريبا، على شفا المجاعة، وفقا لـ الأمم المتحدة.