الأربعاء, أكتوبر 9, 2024
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

الرئيسيةأخبارمؤشرات الحرب الإقليمية

مؤشرات الحرب الإقليمية

هاشتاغ-رأي-مازن بلال

بعض الأسئلة بعد ضرب ميناء حديدة تؤشر إلى غموض في طبيعة الصراع القادم، فبعد أن أقدم أنصار الله الحوثيون على ضرب “تل أبيب” ظهرت طبيعة الحرب التي لا تحمل أفقا استراتيجيا، فعلى الرغم من أن تأثير المسيّرة اليمنية كان محدودا، والرد “الإسرائيلي” عنيفا لدرجة التوحش، إلى أن الصدام بذاته يحمل طابع “الحرب الإقليمية” حتى لو بقيت التصريحات تتحدث عن محاصرة القتال، وهو يعني بالدرجة الأولى عدم تورط “الجيش الإسرائيلي” بمعارك برية في جنوب لبنان تحديدا.

عمليا فإن ضرب ميناء الحديدة على قسوته لن يردع أنصار الله الحوثيين، وهذا ما يعرفه بينيامين نتنياهو، لكن التلويح بالقوة كان هدفا أساسيا لردع باقي الجبهات، فاليمن دخل الحرب مسبقا وعلى صعيد دولي بتهديد الملاحة في البحر الأحمر، وزيادة عدد الضحايا اليمنيين لن يغير من معادلة الضربات المتبادلة، لكن التحرك “الإسرائيلي” الذي لن يغير من مفهوم وحدة الجبهات؛ يقدم في المقابل لـ”جبهة التفاوض” عنوانا عريضا للتعامل مع الحلول السياسية القادمة.
صورة الحرب لا يمكن النظر إليها من زاوية “الحرب الإقليمية” المشتعلة أساسا بالعمليات العسكرية “الإسرائيلية” على الأقل، إنما من زاوية التفكير السياسي الذي يحكم جبهة التفاوض ما بين مصر وقطر، وهذا يظهر تفكيرا خاصا بترتيب الحلفاء بشكل مختلف يمكن أن يخلق محورا جديدا لا يعتمد التطبيع فقط، بل سياقا استراتيجيا يمكنه تحقيق نصر لـ”إسرائيل” حتى مع بقاء حماس على مستوى الشكل التنظيمي.
يتخذ الردع بنظر “إسرائيل” شكلا مختلفا بعد عملية طوفان الأقصى، فالردع أصبح يستهدف عدم انهيار منظومة التفاوض بما فيها المسار الذي خلقته “الاتفاقات الإبراهيمية” التي بدأت في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والتي خلقت بيئة إقليمية حددت “أعداء إسرائيل” بشكل مختلف، وأعادت في الوقت نفسه تموضع “إسرائيل” في المنطقة، فالقوة النارية التي استخدمتها في غزة واسترجاع مفهوم “اليد الطويلة” من خلال ضرب اليمن تطرحان نقطتين:
الأولى طرح القوة العسكرية “الإسرائيلية” بوصفها عاملا أوليا ومطلقا في أي اتفاقات قادمة، فالمسألة ترتبط هنا بأن التوازن العسكري بتزويد بعض الدول العربية بالسلاح هو هامشي، والأمن الإقليمي يبقى برعاية “إسرائيل” في حال تحقيق اتفاقات سلام مع باقي دول المنطقة، فالسلاح الأمريكي الذي يتدفق نحو بعض الدول تراه “إسرائيل” للأمن الداخلي لهذه الدول وليس عنصرا في الأمن الإقليمي.
الثانية مرتبطة بالاحتمالات السياسية القادمة وهي مفتوحة وغير محددة، فالسعي الدولي يبحث عن وقف الحرب وليس محاصرة العدوان الإسرائيلي، أو طرح بدائل سياسية، فالعنصر الأساسي لواشنطن وباقي العواصم الغربية هو أن الهدف “الإسرائيلي” محسوم سلفا وأن حماس لن تكون في أي مسار قادم، أما الحل السياسي فتطرحه القوة “الإسرائيلية” بالدرجة الأولى.
هناك حالة طارئة على المستوى الإقليمي تبدو في التحولات التي شهدتها بعض الدول، مثل السعودية، في مجال رسم استقلالية ووضع محاور تنمية جديدة، لكن أزمات الإقليم متراكبة، والدور العدواني “الإسرائيلي” لا يمكن تجاهله لأنه لن يتيح توازنا إقليميا خارج حساباته.
مقالات ذات صلة