ادعت الإمارات، بعد ساعات معدودة من إعلان الرئيس الأمريكي، جو بايدن، وقف دعم بلاده لحملة “التحالف” على اليمن، أن قواتها أنهت تدخلها العسكري في الأزمة اليمنية في تشرين الأول/ أكتوبر 2020.
وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش، في تغريدة نشرها مساء الخميس، الماضي، عبر “تويتر”: “الإمارات أنهت تدخلها العسكري في حرصها على رؤية انتهاء الحرب، ودعمت الإمارات جهود الأمم المتحدة، ومبادرات سلام متعددة، ولا تزال الإمارات منذ البداية من أكبر مقدمي المساعدات الإنسانية للشعب اليمني”.
كما هنأ قرقاش، الدبلوماسي الأمريكي، تيموثي لندركينغ، بمناسبة تعيينه لتولي منصب المبعوث الأمريكي الخاص المعني باليمن، معتبراً أن “خبرته ومشاركة الولايات المتحدة ستجلبان طاقة جديدة ضرورية بالتركيز على المساعدة في حل النزاع، ورفع الاستقرار في كل أنحاء المنطقة”.
وكانت الإمارات، قد أعلنت مراراً انسحابها من “تحالف” الحرب على اليمن، لكن، تقارير إعلامية، تتحدث عن أن الإمارات، لا تزال تدعم بالمال والسلاح الجماعات الموالية لها هناك، ولم تثبت حتى الآن خروج قواتها بالكامل من جنوب اليمن.
السعودية “ترحب”!
بدورها، رحبت السعودية بإعلان الرئيس الأمريكي، التزام الولايات المتحدة بالتعاون معها “للدفاع عن سيادتها والتصدي للتهديدات التي تستهدفها”.
وفي بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية “واس”، في وقت متأخر مساء الخميس، أكدت السعودية “موقفها الثابت في دعم التوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية”، مرحبة بـ”إعلان الولايات المتحدة دعم الجهود الدبلوماسية لحلها”.
وأضاف: “المملكة تتطلع إلى العمل مع إدارة بايدن، والمبعوث الأمريكي لليمن، والأمم المتحدة، وكافة الأطراف اليمنية، ودول التحالف في سبيل التوصل إلى حل شامل للأزمة اليمنية”.
اليمن والحوثيون؟!
من جانبها، قالت وزارة الخارجية اليمنية في بيان نشرته وكالة “سبأ” الرسمية للأنباء، إن الحكومة ترحب “بما ورد في خطاب بايدن، بالتأكيد على أهمية دعم الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة اليمنية”.
وجددت الحكومة “التزامها التام بالعمل مع تحالف دعم الشرعية وأعضاء المجتمع الدولي للتوصل إلى حل سياسي يجلب السلام الشامل والمستدام في اليمن”. ولم تتطرق الحكومة اليمنية إلى ذكر قرار بايدن، إنهاء الدعم العسكري للحرب في اليمن.
في حين، اتخذت حركة أنصار الله، اليمنية، موقفاً مغايراً لكل ما سبق، من مواقف الدول المعنية بالحرب على اليمن، وتجاه تصريحات بايدن، وأعلنت أن “السلام لا يتحقق في اليمن إلا إذا توقف العدوان، وأنهي الحصار بشكل كامل عن البلاد، وهذا يعني أن اجتزاء الحلول السياسية، أو الحلول الاقتنائية والإعلامية لن تجدي في اليمن”.
على لسان بايدن!
وكان، الرئيس الأميركي جو بايدن، قد دعا الخميس، الماضي، إلى “إنهاء” الحرب في اليمن، قائلاً “نعزز جهودنا الدبلوماسية لإنهاء الحرب في اليمن، وهي حرب أنشأت كارثة إنسانية واستراتيجية”. وأضاف “تأكيداً على تصميمنا، فإنا ننهي كل الدعم الأميركي للعمليات الهجومية في الحرب في اليمن، بما في ذلك مبيعات الأسلحة.”
كما تحدث بايدن عن “عودة” الدبلوماسية بعد أربع سنوات من تراجعها عن التزاماتها الدولية في عهد دونالد ترامب.
“حفظ ماء الوجه”!
وبحسب متابعين، فإن الصورة المستوحاة من كلمة بايدن، حول مستقبل الأزمة اليمنية، تشير الى أن كل من السعودية، والإمارات، اللتان هزمتا في الحرب التي استمرت 6 سنوات مع اليمنيين، ستخرج من هذه الحرب بطريقة تسمى “حفظ ماء الوجه”، خاصةً، وأن السعوديين والإماراتيين يبحثون عن مثل هذه الفرصة منذ عامين، على أقل تقدير.
وتشير وسائل إعلامية خليجية، إلى أن ” تأكيد بايدن على حق السعودية في الدفاع عن نفسها، وكذلك الإشارة الى استخدام أنصار الله للصواريخ الايرانية، يشير الى السياسة الأميركية الجديدة، والتي تسعى الى فصل اليمن عن محور المقاومة، وليس من المستبعد أن يكون بايدن قد ارتأى للوهلة الأولى منع ايران وحلفاؤها من الدفاع عن الشعب اليمني مقابل الاعتداءات السعودية والاماراتية، ثم بعد ذلك، وفي المراحل القادمة يرتب طاولة المفاوضات اليمنية بطريقة لتخدم المصالح السعودية وتخرج السعودية والإمارات منتصرة منها”.
وقال موقع “الخليج أون لاين” الإماراتي، إن “الحقيقة هي أن سياسة بايدن، تجاه القضية اليمنية منحازة للغاية وتثير الريبة، وربما يمكن عقد الآمال على السياسة الأميركية بهذا الخصوص، فيما لو رافق الملف اليمني فتح الادارة الاميركية الملفات السعودية الأخرى، ومن بينها ملفات المعتقلين السياسيين والعقائديين، وانتهاكات حقوق الإنسان، في السعودية، وتدخل آل سلمان، في سائر البلدان ومن بينها العراق ولبنان وسورية، ولعل أول خطوة في هذا الإطار هو رفع السرية عن ملف جمال خاشقجي”.
تدخلات وتصنيف!
يشار إلى أنه، منذ بداية الحرب في اليمن بين الحوثيين والحكومة اليمنية المدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده السعودية عام 2015، ظل التدخل الأمريكي فيها “محدود التأثير” نسبياً.
إلا أن إدارة الرئيس السابق، دونالد ترامب، اعتمدت في نهاية ولايتها قراراً بتصنيف جماعة الحوثي “منظمة إرهابية”، وفرض عقوبات على عدد من قادتها، وهو القرار الذي أعلنت إدارة بايدن، في 22 كانون الثاني/ يناير الماضي، أنها بصدد مراجعته.
وقدمت الولايات المتحدة أسلحة ودعماً استخبارياً ولوجستياً إلى “التحالف العربي”، فيما تقول الأمم المتحدة إن الحرب باليمن أودت بحياة أكثر من 233 ألف شخص، وبات 80 في المئة من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على المساعدات للبقاء أحياء، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم.