Site icon هاشتاغ

أعمالٌ عبر الإنترنت تستهوي شريحةً شبابيةً واسعة في سوريا.. وخبيرٌ تقني لـ “هاشتاغ”: الوضع الاقتصادي زاد من عمل “الأونلاين”

هاشتاغ – علي المحمود

مع قلة فرص العمل وعدم المواءمة بين دخل الفرد الشهري وأسعار حاجاته وما يتبعها من تحدياتٍ أخرى، يبرز العمل عبر الإنترنت بوصفه بديلا يغني عن العمل في أماكن أخرى لجهة ما يسمى “المرونة” التي تتسم بها غالبية الأعمال عبر الإنترنت على اختلاف مسمياتها وتنوع طبيعتها ووظيفتها، إذ بدا واضحاً أن العمل في أروقة مواقع التواصل الاجتماعي بات أكثر دخلاً وأقل تعباً، وهي معادلة يسعى إليها معظم الشباب السوري.
فمن التسويق إلى التصميم مروراً بالتعليق الصوتي وانتهاءً بالمونتاج والترجمة وغيرها، كلّها محطاتٌ يرى الكثيرون فيها فرصاً مهمةً تفتح لهم آفاقاً جديدةً على مستوى الخبرة واكتسابها، وصولاً إلى ما تقدمه من مدخولٍ يفوق راتب عملين اثنين أو أكثر بشكل أساسي.
يتحدث خريج كليّة طب الأسنان في جامعة البعث ميلاد عوض الذي يعمل معلقاً صوتياّ عن عمله المستمر منذ أعوامٍ عدة، فيقول لـ “هاشتاغ”: “بدأت العمل في العام 2019، إذ كانت الشهرة قليلة في تلك الفترة، وبدأت مسوقاً ثم عملت في التعليق الصوتي حتى الوقت الحالي”.
ويضيف “عوض”: “أرباح التعليق الصوتي المادية “جيدة جداً” وخصوصاً الأعمال الخارجيّة، وهي مريحة ولا تحتاج إلا إلى أدوات بسيطة للتسجيل وإنترنت وبذلك تكون جاهزاً للعمل، غير أنها لا تتطلب جهوداً للمعلّق المحترف الذي أمضى وقتاً طويلاً في التدريب”، بحسب قوله.
ويرى “عوض” أن مهنة التعليق الصوتي والعمل عبر الإنترنت فيهما راحةً أكثر وكلفةً أقل، إضافةً إلى التقارب في مستوى الدخل بينهما مؤكداً شعاره في العمل “أعمل بذكاء وليس بأذى”.
أما تالا عرفات وهي طالبة في كليّة الإعلام بجامعة دمشق فتروي لـ “هاشتاغ” تفاصيل عملها في التسويق فتقول: “المميز في العمل أنك حرّ ولا محاسبَ عليك، والوقت مفتوح لك في العمل”.
وتصف عرفات مدخولها “بالجيد” ولكنه قد يحتاج إلى وقت طويل لجهة مدة العمل، مؤكدةً أن التسويق يناسب مختلف الزبائن وخصوصاً أولئك الذين لا يعتزمون البحث في الأسواق عن أي قطعة، فقط يرونها عبر الإنترنت وبالتالي تحدث عملية الشراء.
وبحسب “عرفات” فإنه لا راتب ثابت في هذه النوعية من الأعمال، إضافةً لوجود نسبة يضعها المسوق والتي لا تودي لأي زيادات يتوقعها العاملون في هذا المجال، وأردفت: “الاختلاف عن العمل التقليدي هو أنك تعمل من المنزل من دون ارتباطك بأي جهة أو مؤسسة”، بحسب تعبيرها.
يؤكد الخبير التقني محمد حبش لـ “هاشتاغ” أن الوضع الاقتصادي وقلة فرص العمل أسهم في زيادة عدد المهتمين ليعملوا عبر الإنترنت بشكل أساسي، موضحاً أن هذه الأعمال كانت موجودة بين السوريين قبل الحرب لكنها ثقافةٌ “ضعيفة الانتشار”، بحسب وصفه.
ويرى حبش أن توفر الإنترنت ومعه فرصٌ لمهاراتٍ أفضل يمكن توظيفها بالعمل في مواقع التواصل الاجتماعي، جميعها عوامل أرست دعائم هذه الثقافة بشكل رئيسي وواضح.
ويشيد الخبير التقني بالعمل عبر الإنترنت إذ كونه قادراً على إعطاء خبرات أكثر من العمل التقليدي، خصوصاً وأن العامل يصبح أكثر احتكاكاً بمشاريع وشركات وعملاء لهم متطلباتٌ عالية، الأمر الذي يفرض عليك تطوير مهاراتك، وإلا فالمنافسة ستخرجك من السوق، بحسب كلامه.
وعد حبش أن الإنترنت يتيح للعامل فيه توظيف أفضل المهارات واستثمار الوقت، بمعنى أن تكون جاهزاً لإنجاز أكثر من عمل في وقت واحد وبالتالي يصبح دخل الفرد فيه عالياً بكثير مقارنةً بالعمل على الأرض، بحسب تعبيره.
Exit mobile version