في خطوة تعكس تصاعد التوتر بين “إسرائيل” وحلفائها الغربيين، كشفت وسائل إعلام أمريكية عن دعوة بروكسل للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لوضع سيناريوهات محتملة للتعامل مع الكيان في حالة رفضه المشاركة في خطة الاتحاد الأوروبي لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
ونقلت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية عن مسؤولين أوروبيين قولهم إن وثيقة سرية تم توزيعها على الدول الأعضاء تطالبهم بتحديد العواقب التي ستترتب على “إسرائيل” في حالة عدم التعاون مع خطة السلام المقترحة من قبل الاتحاد الأوروبي، والتي تشمل إنشاء دولة فلسطينية مستقلة والاعتراف المتبادل بالسيادة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الوثيقة تم إعدادها عشية اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، الذي سيعقد يوم الاثنين في بروكسل، والذي سيناقش الوضع في الشرق الأوسط والعلاقات مع كيان الاحتلال.
وقال مسؤول في الاتحاد للصحيفة إن الهدف من الوثيقة هو تقديم بعض الأفكار للدول الأعضاء حول كيفية استخدام الشروط التي فرضها الاتحاد الأوروبي على “إسرائيل” في الماضي، مثل تجميد الاستيطان ووقف الهدم والمصادرة، لتحقيق حل الدولتين، الذي يعتبره الاتحاد الأوروبي الحل الوحيد للصراع.
وأضاف المسؤول أن الوثيقة تعبر عن القلق المتزايد لدى الاتحاد الأوروبي من موقف الكيان الرافض لخطة الدولتين، والذي تم تأكيده مؤخراً من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي قال إنه لن يسمح بإقامة دولة فلسطينية في عهده.
ونقلت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية عن مسؤول آخر في الاتحاد قوله إن الوثيقة تعكس غضب العديد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي من سياسة الكيان، وتهدف إلى إظهار أن الاتحاد الأوروبي لا يمكنه الاستمرار في دعم “إسرائيل” دون أن تلتزم بالقانون الدولي وحقوق الإنسان.
وأوضح المسؤول أن الوثيقة تطرح أسئلة حول ما إذا كان الاتحاد الأوروبي سيواصل تقديم المساعدات الإنسانية والتنموية للفلسطينيين، وما إذا كان سيعزز التعاون الأمني والاقتصادي مع “إسرائيل”، وما إذا كان سيعترف بدولة فلسطين، في حالة عدم التوصل إلى حل سياسي.
وفي هذا السياق، دعا المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة الولايات المتحدة الأمريكية، التي تعتبر الوسيط الرئيسي في عملية السلام، للاعتراف بدولة فلسطين وليس فقط الحديث عن حل الدولتين.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية عن أبو ردينة قوله إن “المطلوب من الولايات المتحدة الاعتراف بدولة فلسطين، وليس فقط الحديث عن حل الدولتين، وهذا هو الوقت المناسب للقيام بذلك”.
وأكد أبو ردينة أن “حكومة إسرائيل غير معنية بالسلام والاستقرار، وما زالت ترفض الاعتراف بحقيقة أن السلام لن يتحقق من دون إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967”.
وأشار أبو ردينة إلى أن الشعب الفلسطيني لن يتخلى عن حقوقه الوطنية والتاريخية، وسيواصل نضاله السلمي والشرعي للحصول على حريته واستقلاله.
ويأتي هذا التطور في ظل توتر متصاعد بين “إسرائيل” وبعض حلفائها، بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن عن دعمه لحل الدولتين، وانتقد استمرار الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.