تنشط خلال فترة العصف بالمناصب الحكومية “البرامج الوهمية” المطروحة من قبل بعض أصحاب المناصب باحثين عن الحفاظ على مناصبهم.
هاشتاغ-رأي- محمد محمود هرشو
لاهثين لإظهار حساسية برامجهم وعملهم لأولي الأمر، متأملين رضاهم وإقناعهم بضرورة بقائهم، وهنا يبرهن أصحاب هذه البرامج المزعومة أنهم يعانون قصر نظر وعمل من خلال التالي :
أولاً: يبرهن هؤلاء على اختلاف مناصبهم أنهم لم يعملوا أبداً أو على أنهم غير مقتنعين بما قدّموه منذ توليهم مناصبهم وحتى الوصول الى بوابة المغادرة، لذلك يعتبرون أن البرنامج غير المخطط له والمطروح من قبلهم في الساعات الأخيرة هو طوق النجاة الأخير لهم .
ثانياً: يكون الطرح سريعاً وغير متوازن ولا حتى واضح، وهو فقط لمجرد الطرح، حتى وإن كان من مبدأ المراوحة في المكان، فلا يتم احتساب آثار القرارات أو الحملات على الصالح العام، ولا احتساب إيجابيات وسلبيات العمل ،ولا يهم المدى المجدي للأمر، فقط تكمن الأهمية في قدرة هذا البرنامج على إظهار المسؤول بأنه يعمل .
ثالثاً: وهو الأهم؛ فإن تلك البرامج هي استغباء لعقول الناس واستخفاف بالمرؤوسين كونها باتت مكشوفة للقاصي والداني، فمن البديهي أن يكون معيار بقاء المسؤول في منصبه أو عدمه هو حصيلة إنجازاته، وأبعادها الإيجابية والسلبية خلال فترة توليه المنصب وليس الأيام الأخيرة للمنصب.
والبديهي أيضاً في الأمر أن البرنامج المطروح مهما كان مهماً (رغم شكّي في ذلك) لأن من طرحه هو بشر وليس ملك منزّل من السماء، يمكن لأي إنسان لديه قدرات إدارية معينة إكمال الخطط المطروحة مع إصراري على سلبية التمسك بخطط وقرارات “الصدفة” أو الساعات الأخيرة كونها تكون ناتجة عن ردة فعل وتحمل قوالب انفعالية مهما بدت حقيقية .
يراود مسمعي مؤخراً الكثير من النصائح لأصحاب المناصب حيث بات عرّافوهم في العمل السياسي يرددون الشيفرة “افتح سيستم” أي ابدأ برنامجاً يحرج أصحاب الأمر و يجبرهم على الحفاظ عليك في المنصب !
ما يهمني من الأمر كمواطن لديه “الأمل” بالتغيير، وأنا مدرك أن “العرّابين” القلائل والمعدودين على الأصابع يطوفون على جميع المسؤولين في شتّى القطاعات، فكيف لو استمع جميع المسؤولين لعرّابيهم (وأظن جازماً أنه حصل) وافتتحوا “سيستم” ..
أين الوجوه الجديدة التي سنستبشر بها ؟ ومن الذي سيتغير ؟!
أعتقد أن الخيارات الحالية باتت محصورة بين مطرقة أصحاب “البرامج الوهمية” وسندان “المتأملين“، ولأسباب بسيطة وواضحة هي عدم وجود برامج حقيقية واضحة تكون بمثابة الطريق المعبّد لأي صاحب منصب تجبره على الانخراط في تلك المنظومة بعيداً عن الأهواء الشخصية أو تلفظه خارجاً، تماماً كما هو الحال بالنسبة للفساد !
غزل
يا طامحاً في خدمة أهلك. ليست الأوهام تبقيك في منصبك
جدل
عندما يعيش الناس على أمل التغيير يكون من الواضح أن الواقع أكثر من مرير، ولا يستطيع القائمون تعبيد طريق الناس بالحرير.
فلنبدأ العمل بأدوات تبعث الأمل.
غزل
السيستم الوحيد الذي لا يخطئ ولا يُخترق وسيطبق شاء من شاء وأبى من أبي هو النظام الذي تفرضه الأنثى، فهي الأجدر على تطبيقه وتحصينه .