الثلاثاء, مارس 11, 2025
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

الرئيسيةخطوط حمرالإدارة بـ"التقارير"

الإدارة بـ”التقارير”

هاشتاغ-رأي- محمد محمود هرشو

من المؤكد أن أي نظام إداري لا ينجح إذا لم يكن لديه سياسات عمل ثابتة تتطلب في جزء كبير منها حفظ تقارير العمل وإدخالها ورقياً او الكترونياً إلى أرشيف موحد تسهل مراجعته وإحاطة الآخرين بمجريات معينة حين اللزوم .

في بلادي؛ “التقارير” أساسية في سياسات العمل، لكن ليست تلك التقارير البناءة، بل على العكس؛ في أنظمتنا الإدارية نحن نُجيد البيروقراطية لأننا نبرع في نوع آخر من التقارير يركّز على الأشخاص لا على السياسات، ويركّز على الأهواء الشخصية لا على الكفاءة، وأهم من كل ذلك، يركز على تدمير هدف بشري هو منافس وظيفياً لعنصر بشري آخر .

تتعدد الجهات الُمستلمة لتلك التقارير بحسب نوع العمل الوظيفي أو اهتمام القائمين على تلك الجهات “بالهدف” أو ولاءات كاتب التقارير، لكن الغاية واحدة كما أسلفت وهي “تدمير” عنصر بشري هو مرشح أو يمكن أن يكون يوماً ما مرشح لمنصب إداري مُعين، والأمثلة كثيرة وتتنوع مستوياتها:

عرفت مسؤولاً كبيراً لم يمتلك يوماً أي مؤهلات تجعله لائقاً لمنصب بهذه الأهمية، حيث تدرج وظيفياً بين مناصب حزبية وإدارية، لكن هذا التدرج كان قائماً على “التقارير” فهو يجيد قيام “تشبيكات” صحيحة لاستلام تقاريره والعمل بها، وبفضل ذلك استطاع محاربة كل من ينافسه وظيفياً، حتى أنه استطاع التخلص من كل من يستطيع بناء حجرٍ واحد في هذه البلاد إلى أن وصل إلى منصبه الرفيع، واستطاع من يُحاربنا ويريد تدميرنا قراءة هذه “الميزة” التي يتمتع بها المسؤول الفذ، فلعبوا على هذا الوتر ليعلن هذا انشقاقه وخروجه إلى الضفة الأخرى من دون أن يستذكر من كان يستلم منه “التقارير” تلك النقاط ويستثمرها في محاربة الآخرين بالـ”الإمعة” التي حصلوا عليها .
كذلك؛ عرفتُ مسؤولاً بعثياً أجاد التعامل بالـ”التقارير” فتسوّل على أبواب مُستلِميها وجلس لساعاتٍ ساعياً إلى نسج “تشبيكات” تساعده في محاربة زملائه المنافسين، واستطاع بالفعل تحقيق مراده حتى وصل إلى منصب رفيع، لكنه كان مجتهداً في ذلك فمارس نفس السياسة حتى بحق من كان يستلم منه “تقاريره” وأصبح كارهاً لهم ومجاهراً أنهم سبب دمار البلاد !
نحن نُجيد بلوغ أهدافنا لكن عندما تكون هذه الأهداف شخصية وسطحية، ونجد من يساعدنا في ذلك، لكن عندما نحاول بلوغ أهداف بناءة ووطنية يكاد أن يُهدم سقف الوطن فوق رؤوسنا ليس لسببٍ عظيم بل لوجود هؤلاء بيننا وهم كثر، فمنهم من تخلصنا منه، ومنهم ما زال يقرر مصيرنا، ومنهم من يسعى جاهداً للوصول بنفس الطريقة المذكورة .

لم أجد يوماً قيادياً سواء في منصب إداري أو سياسي وعلى مستويات متعددة من لا يجد نفسه نبياً مرسَلاً ومخلّصاً لمنظمته، أو من لا يرَ في نفسه صاحب النظرة الثاقبة التي لا تخطئ، أو من يسعى ويطمح لتأسيس فريق يقود تلك المنظمة ويكون هو جزء من هذا الفريق، وأنه سيأتي يوم لا محالة سيُسلم المهمة لغيره، بل على العكس الجميع يعمل بلغة الـ”أنا” ويتصرف يومياً في البناء والهدم والتعامل مع الفريق المحيط به من مبدأ “أنا ومن بعدي الطوفان” وبالفعل يحصل ذلك قأغرقونا في لجّة الأعاصير والطوفان !

زجل
يا ظاناً أنك بتقريرٍ تصبح مقرراً لن يقدم تقريرك إلا ضرراً

جدل
لا أعتقد أننا نستطيع التقدم وتطوير بلادنا طالما أننا ندرس معايير الولاءات الشخصية قبل تعيين الأشخاص ضمن المناسب، فيما نخاف أصحاب المشاريع البناءة أو الفكر أو الأفق الاستراتيجي.

غزل
تبقى المرأة وحيدة لا تحتاج إلى تقارير لترصد الهدف أو من تحب، فهي الأجدر على قراءة العيون والاستشعار عن بعد.

لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام

مقالات ذات صلة