الخميس, ديسمبر 12, 2024
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

الرئيسيةخطوط حمرالإدارة بـ"التمني"

الإدارة بـ”التمني”

كم تمنيت لو أن “أمنيات” السادة المسؤولين التي تناهت إلى مسمعي عقب الحديث عن التغييرات التي تنتظرها البلاد “حقيقية”، والتي تدور حول رغبتهم بمغادرة مناصبهم.

هاشتاغ-رأي- محمد محمود هرشو

لكن “ما نيل المطالب بالتمني”، فكُلٌ مِنا يُظهر “التمني”، لكننا في الحقيقة نصارع حتى القدر للوصول الى المبتغى
.
كثيرة هي الأمنيات في بلادي، فالجميع يتمنى، ولو طبّق نصف “التمني” لأصبحت بلادنا من أجمل بلاد الأرض، ولكان إنساننا السوري من أرقى شعوب العالم .

إلا أن الكوارث التي نعيشها ليست فقط من صنع المسؤولين، على مبدأ “كما نحن يُولّى علينا”، إذ بات المصاب نابع من البنية الاجتماعية، فـ”التمني” من أهم مقومات تلك البنية حالياً، حيث بات التويجر “يتمنى” أن يكون مكان أهم التجار، ويرافق ذلك “التمني” سعي شيطاني بابتكار أقذر الأساليب للإضرار بالهدف “متمنين” أخذ نفس المساحة والحصة السوقية التي يستحوذ عليها.

كذلك الأمر مع الطامح للمسؤولية، “يتمنى” أن يكون في المكان الذي يرسم إليه وفق معايير الأهم والأربح، ويبدأ بنسج أمنياته و”براغيه” التي تصب في سبيل تسخيف وتقزيم وشيطنة الآخر الذي وصل طبعاً إلى المنصب قبلهم بغية تحقيق “الأماني” المرسومة .

الثابت في الأمر أن “التمني” هو الشعور والنسج والتخطيط الموجود قبيل عتبة الوصول تماماً، وبما أن البلاد على عتبة تغييرات في بعض المناصب، يتساوى الآن المسؤول مع الطامح للوصول، فكلاهما “يتمنى” التكليف، واطلاعي على بعض “الأمنيات” الكثيرة هو ما دعاني للتساؤل: إذا كان الجميع “يتمنى” كل تلك “الأمنيات” السعيدة فمن الذي أوصلنا الى ما نحن فيه ؟َ!

ينقسم مسؤولو بلادي الآن الى قسمين؛ الأول يتعفف ويظهر رغبةً في الاعتزال والعودة إلى حياة المواطن التي كانت أكثر راحةً وسخاءً من حياة المسؤول المُثقلة بالانشغالات والهموم، شارحين أسباب عدم قدرتهم على الاستمرار و”خسائرهم” من المنصب .

أعتقد أن ماسبق هو شعور نفسي لإرضاء أنفسهم وتهيئتها للحياة المدنية، كذلك قد تكون رسالة يراد إيصالها إلى أكبر عدد من المحيطين ومفادها أن هذا الشخص هو من اختار عدم الاستمرار في المسؤولية في حال إخراجه من منصبه .

أما القسم الثاني فهم أصحاب الأحلام الوردية و”المشاريع الاستراتيجية” الأقرب إلى الخيال، لكن يصعب عليهم طرحها للعلن، لكنهم يتقصدون تسريب “أمنيات مشاريعهم” هنا وهناك، أملاً في وصول الحديث لـ”فوق”، وحتى لعامة الناس، عسى أن يُصدّق كلامهم ويبقون في مناصبهم .

ليس هذا المهم في الأمر، حيث اعتادت أسماعنا على الوعود، لكن الغريب العجيب أن “الأمنيات” وردية جداً، وثقوا تماماً أنهم لو طبّقوا أجزاء مئوية قليلة منها خلال توليهم مناصبهم لما وصلنا إلى ما نحن فيه، أو على الأقل لخففوا من معاناتنا التي نعيشها الآن، ولكنهم يتذرعون في أحاديثم وتصريحاتهم بالوقت الذي لم يسعفهم وكأنهم يبحثون للبقاء عشرات السنوات في المنصب، لتحقيق “الأمنيات” التي تجعل بلدنا أجمل بلاد الأرض!

لكن؛ ألا يعرف هؤلاء أن التخطيط للهدف ما لم يترافق مع محددات الوصول وعوامله ونقاط القوة والضعف والمدة الزمنية للوصول سيبقىه “تمنياً؟!”.

بالتأكيد هم يعلمون تماماً، لكن الجميع متفق على وجود عقبات تواجه أعمالهم مهما كبرت مناصبهم، والجديد في الأمر أن العقبات ليست فقط الأزمة والعقوبات، وإنما آليات عمل وأشباح لا أحد يأتي على ذكرها، وكأن آلية العمل والسياسات محكومة بالعبور ضمن هذا المسار المظلم دون غيره .

إجابات “التمني” موجودة حالياً (يرجى من أصحاب الأمر البحث عنها) لدى كبار المسؤولين، وعلى اختلاف مناصبهم سواء الحكومية أو الحزبية أو حتى الأمنية، ولو استمع أي شخص الى تلك الأمنيات لتخيل هذه البلاد في العام القادم من أجمل بقاع الأرض وعلى شتى الصعد .
والسؤال الذي يطرح نفسه: إذا لم تكن المشكلة في أصحاب “الأمنيات” الوردية فأين تكمن مشكلاتنا، وما هي هذه اللعنة التي تصيب البلاد ؟!

زجل
تمنى الخير تجده وانسَ الشر تبعده

جدل
جميعنا يعلم أنه “ما نيل المطالب بالتمني ولكن تأخذ الدنيا غلابا”، وبهذا حوّلنا حياتنا إلى حلبة صراعات إرضاءً لبعض الطموحات.

غزل
الأنثى لا تتمنى.. هي تخطط وتسعى وتصنع القدر

 

لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام

مقالات ذات صلة