سيصبح أول لقاح فعّال ضد السرطان متاحا على نطاق واسع بعد أقل من 8 سنوات، أعلنها أمس الرجل الذي زف إلى العالم بنوفمبر 2020 خبر تطوير شركته BioNTech بألمانيا أول لقاح ضد “كورونا” المستجد، بالتعاون معPfizer الأميركية، وهو البروفسور الألماني- التركي الأصلUgur Sahin الناشط وزوجته البروفسورة Özlem Türeci المتخصصة مثله بالعلاج المناعي للسرطان، في تطوير عدد من اللقاحات الحاسمة لمكافحة أمراض مستعصية.
أمس الأحد قال البروفسور شاهين إن الدروس المستفادة من الوباء الكوروني ستسرّع علاجات السرطان القائمة على تقنية “Messenger RNA” المعروفة برمز mRNA اختصارا، أو Ribonucleic acid (RNA) أو “حمض نووي ريبوزي” الموجود بكل الكائنات والفيروسات، ويلعب أدوارا عدة بنقل وتشفير وفك تشفير والتعبير عن المعلومات الوراثية وتحفيز العديد من التفاعلات الكيميائية.
أما زوجته فقالت لمراسلة BBC التلفزيونية: “ما طورناه على مدى عقود لتطوير لقاح للسرطان كان بمثابة الخلفية لتطوير لقاح Covid-19 والذي أصبح جزءا من عملنا بمجال السرطان” مضيفة أنهم تعلموا كيفية تصنيع اللقاحات “بشكل أفضل وأسرع، وكذلك كيفية تفاعل الجهاز المناعي مع الرنا المرسال في عدد كبير من الناس” وفق تعبيرها.
وأضافت البروفسورة التركية الأصل، أن التطورات ساعدت المطورين أيضا على التعرف إلى لقاحات “الرنا المرسال” وكيفية التعامل معها “وهو ما سيؤدي بالتأكيد إلى تسريع لقاح السرطان لدينا.. نشعر أن علاج السرطان أو تغيير حياة مرضى السرطان في متناول أيدينا” وقالت إن العلماء يميلون إلى إظهار التواضع “لأن في الطبيعة وعلم الأحياء الكثير من الأسرار، لكن كل خطوة في التجارب أو العلاج ساعدتهم على اكتشاف المزيد حول ما نعارضه وكيفية معالجته”.
وأوضحت أن لقاحات السرطان ستعمل بشكل مشابه للقاح ضد كورونا، حيث تقوم بتعليم جسم الشخص على صنع جزيئات “المستضد” الموجودة في الورم حتى يتمكن من التعرف إلى أي خلايا متبقية بعد الجراحة والتخلص منها.
وكانت BioNTech قدمت في يونيو الماضي نتائج تجربة مبكرة لمرضى سرطان البنكرياس في مؤتمر الجمعية الأميركية لعلم الأورام السريري في شيكاغو، حيث تبين أن نصف الذين تلقوا اللقاح، وعددهم 16 مريضا، تخلصوا منه بعد 18 شهرا، بينما لم تكن لدى 8 آخرين استجابة للخلايا التائية، وتوفي 6 ممن عاد المرض إليهم، علما أن سرطان البنكرياس هو أكثر الأنواع فتكا، ويقتل 90% من المصابين به في غضون عامين من التشخيص.
لذلك يهدف الجيل القادم من لقاحات السرطان إلى تلقيح الأشخاص الذين أصيبوا فعلا بالمرض ضد عودته أيضا.
كما سيستخدم لتعليم الجسم على التعرف الى “المستضدات” أو الواسمات الكيميائية الموجودة في ورم الشخص المريض، بحيث يتمكن الجهاز المناعي من التعرف إلى أي خلايا ورمية بقيت في الجسم بعد استئصال الورم لتدميرها.