هاشتاغ – علي خزنه
بعد 50 يوماً على سقوط النظام في سوريا، ازدادت نسبة وجود البسطات في العاصمة السورية، مسببة فوضى يمكن وصفها بالعارمة، حيث لم يسلم منها لا الرصيف ولا الإسفلت،وحتى أسوار الأبنية وجامعة دمشق، في مشهد قديم جديد، لكنه انتشر بشكل أكبر بعد سقوط نظام الأسد.
الكثير من المنتجات وخاصة الغذائية منها، كانت بمثابة حلم عند آلاف العائلات السورية، وفجأة دون سابق إنذار تراها في المتناول وبأسعار زهيدة جداً (ع البسطة) كما يُقال شعبياً، لأن البضاعة الأجنبية، تغري السوريين الذين لم يعتادوا يوماً على شراء الألبسة الجديدة كمعيار لناحية البضاعة الأجنبية، لذلك يستهويهم كل ماهو أجنبي، فعلى سبيل المثال كان ثمن علبة المرتديلا يتراوح مابين 15 إلى 20 ألف ليرة سورية ضمن المحال التجارية، لـيباغتهم صوت البائع على البسطة بالقول “3علب مرتديلا تركي بعشرين”.
بسطات لكل شيء
لا يقتصر عمل البسطات على بيع المواد الغذائية فقط، فهناك بسطات لبيع الأدوات الكهربائية، والبطانيات والسجاد والألبسة الأوربية، كما ملأت عبوات البينزين والمازوت بجميع أنواعها الشوارع والساحات، كذلك تصريف الدولار واليورو والليرة التركية أصبح لها بسطات، مسببة اختناقاً أمام حركة السيارات والمشاة، لتستغرق ما يقارب الساعة لتقطع المسافة الواصلة مابين ساحة الأمويين وشارع الثورة، نتيجة التواجد الكثيف للبسطات على الأرصفة الأمر الذي يجعل المشاة يتجهون للطرقات، ناهيك عن تواجد عدد من البسطات على الطرقات لأن الأرصفة أصبحت مستودعاً لهذه البضائع، وهذا الكلام ينطبق على شارع الحلبوني قبالة باب رئاسة جامعة دمشق.
نقص في الكوادر وكثافة في البسطات
تقول مديرة دوائر الخدمات في محافظة دمشق المهندسة ريما جورية خلال تصريحها لـ”هاشتاغ” إن دمشق تعيش حالة فوضى مابين الانتشار الكثيف للبسطات وإشادة مخالفات بناء، في ظل نقص بالكوادر العاملة، والتركيز على هدم مخالفات البناء بالتوازي مع إجراء حملات يومية لإزالة البسطات والتعديات على الأملاك العامة.
وقالت جورية: إن شرطة المحافظة لاتمتلك سوى دورية شرطة واحدة، حيث يقوم جزء منها بمرافقة عمال هدم المخالفات كونهم تعرضوا خلال الفترة الماضية لممانعة من قبل أصحاب المخالفات، والقسم المتبقي من الدورية يرافق عمال إزالة البسطات والإشغالات.
وأردفت جورية أن الانتشار الكثيف للبسطات في المدينة يحتاج لحملة كبيرة برفقة دوريات الشرطة، وهذا ماسيتم العمل عليه خلال فترة قريبة، لافتةً إلى أنه بلغ عدد مخالفات البناء مايقارب 3 آلاف مخالفة في عموم دمشق وأكثرها مايكون في مناطق المخالفات.
مواد غذائية تتسبب بالتسمم
بدوره أمين سر جمعية حماية المستهلك والخبير الاقتصادي عبد الرزاق حبزة قال لـ”هاشتاغ” إن المواطن متعطش للمواد المستوردة بأنواعها، الأمر الذي أدى لانتشار البسطات والتي باتت تبيع المواد المهربة، مبيناً ان المواد المباعة على البسطات جميعها مهربة وتأتي من الشمال السوري باتجاه دمشق بكميات كبيرة، بدءا بالمعلبات والفروج والسوددة المجمدة، البسكويت ومواد مختلفة ومتنوعة من المواد التموينية، مبيناً أنه وللضرورة الاقتصادية فإن المواطن يرى هذه البضائع رخيصة الثمن رغم اختلاف جودتها، لافتا إلى وجود مواد مجهولة المصدر، حيث يتم عرض المواد جميعها بطريقة لاتخضع للشروط الصحية للعرض.
وكشف حبزة لـ”هاشتاغ” عن ورود شكوى تحدثت عن تسمم عدد من الأشخاص جراء تناولهم السودة التركية المباعة على البسطات، مشيراً إلى تعرضه أيضاً لمشكلة صحية نتيجة تناوله من المعلبات المباعة على البسطات، داعياً إلى تشديد الرقابة الصحية على المواد الغذائية التي يتم بيعها على البسطات.
وتحدث أمين سر جميعة حماية المستهلك عن وجود ضعف في الكادر التمويني والصحي، حتى باتت البسطات التي تبيع موادا غذائية خارج السيطرة، مطالبا بسحب عينات من هذه المواد الغذائية لتحليلها، لاسيما بعد عرضها تحت أشعة الشمس، مبيناً أن المواطن يتعرض لتجربة ذاتية من خلال شراء المنتج وتبيان مدى جودته، ليقوم بإخبار محيطه، داعياً إلى عدم شراء منتجات مجهولة المصدر.
جولة هاشتاغ
في جولة قام بها “هاشتاغ” على البسطات في شارع الثورة والبرامكة، وهماالمنطقتين الأكثر تواجداً للبسطات، تحدث أحد أصحاب البسطات قائلاً إن غالبية البسطات تقوم ببيع الموالح المختلفة بأسعار رخيصة، حيث وصل سعر كيلو بزر ميال الشمس إلى 30 ألف ليرة، بينما في المحامص يصل الكيلو إلى 50 ألف ليرة وذلك لاختلاف الجودة، إضافة إلى وجود بسطات الدخان الأجنبي ومشروبات الطاقة والبسكويت التركي، والمعلبات المختلفة، والأجهزة الكهربائية والسجاد المنزلي والبطانيات.