قامت وفود حكومية من دول عديدة في العاصمة الكينية، نيروبي، الإثنين الماضي، باجتماعات ستستمر لمدة أسبوع.. لوضع تفاصيل ما يمكن أن يكون أول معاهدة عالمية لمواجهة أزمة التلوث البلاستيكي، وفقا لصحيفة “غارديان” البريطانية.
المسودة الصفرية
قال مسؤولون مشاركون في المحادثات، إن “مندوبي الدول سيناقشون في الاجتماعات، الخيارات التي يجب تضمينها في الاتفاقية.
بحيث تصبح معاهدة ملزمة بنهاية عام 2024، وذلك من خلال العمل بوثيقة تسمى (المسودة الصفرية)، التي تسرد السياسات والإجراءات الممكنة التي يجب مراعاتها”، بحسب وكالة رويترز.
وفي الجولة الأخيرة من المفاوضات في باريس في أيار/ مايو الماضي، والتي أدارتها لجنة تفاوض دولية، فضلت الولايات المتحدة والسعودية والهند والصين، التوصل إلى اتفاق “على غرار اتفاق باريس”.
التفاصيل لم تظهر بعد
بذلك تتمتع الدول بالحرية في تحديد التزاماتها الخاصة، في حين أن بلدان أخرى في أفريقيا والعديد من الدول النامية، حثت على وضع التزامات قوية وحازمة في الاتفاقية.
لكن هناك دلائل، كما يقول بعض المراقبين، على حدوث “تحوّل” في موقف الولايات المتحدة بشأن هذه القضية الرئيسية.. على الرغم من أن التفاصيل لم تظهر بعد، وفق الصحيفة البريطانية.
لفت غراهام فوربس، قائد الحملة العالمية للمواد البلاستيكية في منظمة السلام الأخضر بالولايات المتحدة، إلى وجود “إشارات على حدوث تحول في موقف واشنطن”.
وأضاف: “سنراقب عن كثب لنرى كيف ستسير الأمور. نحن بحاجة إلى التحدث عن أهمية وجود القواعد واللوائح”.
الاقتصاد الدائري للمواد البلاستيكية
من جانبه، يريد المجلس الدولي للجمعيات الكيميائية أن تتضمن المعاهدة “تدابير تعمل على تسريع الاقتصاد الدائري للمواد البلاستيكية”، وفقا لما ذكره المتحدث باسم المجلس، ماثيو كاستنر.
وقال كاستنر في بيان: “اتفاقية مكافحة التلوث البلاستيكي يجب أن تركز على إنهاء التلوث، وليس إنتاج البلاستيك“.
وبحسب بيانات برنامج الأمم المتحدة للبيئة، ينتج العالم حاليا حوالي 400 مليون طن من النفايات البلاستيكية كل عام.
ويعاد تدوير أقل من 10 في المئة منها، مما يؤدي إلى تخريب المحيطات وإحداث حالة كبيرة من التلوث.
ومن المتوقع أن ترتفع هذه الكمية المنتجة في العقد المقبل، إذ تتطلع شركات النفط.. التي غالبا ما تنتج المواد البلاستيكية أيضا، إلى مصادر جديدة للدخل، في ظل تحول صناعة الطاقة بعيدا عن الوقود الأحفوري.
ووفقا للبرنامج أيضا، فإن حوالي 98 في المئة من المنتجات البلاستيكية التي تستخدم لمرة واحدة، مثل الزجاجات أو أكياس التغليف، مشتقة من الوقود الأحفوري.