أفاد رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، الدكتور محمد الجاسر، أن البنك يتطلع إلى بدء عمليات البناء والإنعاش الاقتصادي في غزة وسوريا ولبنان، التي عانت الكثير خلال الفترة الماضية، مشيرا إلى أن البنك يضع الخطط حاليا لمواكبة المتطلبات الموجودة في هذه الدول.
وقال على هامش مؤتمر العلا للأسواق الناشئة: “نعلم على المدى القصير أن هناك احتياجات إنسانية، وسوف نساهم بها سريعا، وعلى المديين المتوسط والطويل توجد مشاريع، مثلا في قطاع الكهرباء في سوريا، وهذا أمر أصبح مقلقا، ولدينا خبرة طويلة في عملية الربط الكهربائي بين السعودية ومصر، ويمكن أن يتم ربط كهربائي بين السعودية وسوريا”.
وفي مقابلة مع “العربية بيزنس”، أشار الجاسر: “هناك مشاريع كثيرة نراجعها حاليا، ولكن ننتظر أن تحدد الحكومة السورية أولوياتها، ويرفع الحظر عن سوريا من قبل منظمة التعاون الإسلامي، ونرجو أن يتم ذلك قريبا”.
وأضاف عن لبنان: “لم يتوقف العمل معه خلال الفترة الماضية، لكن مع الأوضاع الجديدة يمكن أن يحدث تكثيف للعمل معه، وهذا سيعتمد على الأولويات التي تضعها الحكومة في الأسابيع القادمة، لأننا – أي البنك الإسلامي للتنمية – نبدأ من حيث تنتهي الحكومات، فهم يقررون ونحن نأتي بعدهم لنواكب تطلعاتهم”.
وأوضح أن البنك الإسلامي للتنمية دائما ما يحرص على التنسيق الجيد مع الصناديق العربية، خاصة مع البنك الدولي وغيره، وذلك لنتمكن من تغطية مساحات وعدد أكبر من المشاريع.
وفيما يتعلق بقيمة التمويلات المقدمة لهذه الدول، أشار الجاسر إلى أنها كبيرة، لكن يجب انتظار الأرقام من الجهات ذات العلاقة في تلك الدول.
كما أشار إلى أن البنك يبذل جهده ليكون فعالا، ففي العام الماضي، وافق على تمويلات تتجاوز 5 مليارات دولار لتمويل مشاريع في الدول الأعضاء، وهو نمو كبير مقارنة بالسنوات السابقة. ويتطلع البنك هذا العام إلى تجاوز هذا المبلغ، نظرا لتزايد الاحتياجات ومع بدء عمليات البناء وإعادة الإعمار بسرعة، مما يتيح له المساهمة بشكل أسرع في ظل المعاناة الكبيرة والاحتياجات الأكبر.
وأكد أن البنك يقدم تمويلاته لجميع الدول التي تمتلك مشاريع جاهزة، مشيرا إلى محفظة كبيرة في أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط، حيث تُعد هذه المناطق من الأكثر حاجة للتمويل.
وبخصوص التركيز على التمويل، أوضح الجاسر أن الأمر يختلف من بلد لآخر، لكن هناك عددا من القطاعات الحيوية لأي عملية تنموية، فمثلا، يعد قطاع الزراعة والغذاء من القطاعات المهمة والحساسة، ويمول البنك فيه بمبالغ جيدة، إلى جانب الطاقة الكهربائية وغيرها. كما يهتم البنك بتمويل الصحة والشباب، لأن تنمية رأس المال البشري تُعد أولوية بالنسبة له، ويعمل في هذه القطاعات بمستويات مختلفة حسب الاحتياج الفعلي.
وأضاف أن البنك أصدر صكوكا خلال العام الماضي بنحو 4.5 مليار دولار، ويتوقع أن يقترب الرقم هذا العام من مستوى العام الماضي أو يزيد قليلا.
كما يُتوقع أن تشهد إصدارات هذا العام تنوعا لتتضمن جزءا باليورو، نظرا لأن العديد من الدول الأعضاء تحتاج أحيانا إلى الاقتراض باليورو لتمويل مشاريعها بالعملة الأوروبية.