ألقت السلطات التركية القبض على معارض سوري ناشط في الدفاع عن حقوق اللاجئين السوريين في تركيا، بتهمة التجسس لصالح الاستخبارات الفرنسية، وفق ما أكد مصدر مطلع على الملف لوكالة “فرانس برس” أمس الأربعاء.
ويدعى المعتقل “أحمد قطيع”، وهو من مدينة حمص السورية، ويعمل كمنسق لمنظمة “المنتدى السوري” الحقوقية، التي تقدم خدمات إنسانية وقانونية لللاجئين السوريين في تركيا.
وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية، إن “قطيع” تم توقيفه يوم الاثنين الماضي في مدينة بورصة جنوب إسطنبول، بعد أن كان محاصراً من قبل عناصر أمنية مدنية، بينما كان يستعد لمغادرة تركيا مع زوجته وأطفاله إلى فرنسا، حيث كان ينوي تقديم طلب اللجوء السياسي.
وأضاف المصدر أنه تم توقيف “قطيع” مع شخصين آخرين من الجنسية السورية، يشتبه في أنهما كانا يعملان معه في نفس الشبكة الاستخباراتية، وأنه تم نقلهم إلى مركز أمني في إسطنبول للتحقيق معهم.
وأشار المصدر إلى أن “قطيع” كان خاضعاً للمراقبة المشددة من قبل الأجهزة الأمنية التركية منذ فترة طويلة، وأنه كان يتلقى تعليمات ومعلومات من مخابرات فرنسية عبر تطبيقات مشفرة على هاتفه المحمول.
وأكد المصدر أن المعتقل كان يقوم بجمع معلومات حساسة عن الوضع الأمني والسياسي في تركيا، وعن النشاطات والتحركات العسكرية التركية في سوريا، وعن الجماعات المسلحة السورية المدعومة من تركيا، وعن اللاجئين السوريين في تركيا ومشاكلهم ومطالبهم.
وقال المصدر إن “قطيع” كان ينقل هذه المعلومات إلى الجهة الفرنسية مقابل مبالغ مالية كبيرة، وأنه كان يستغل موقعه ونشاطه الحقوقي للتستر على نشاطه الاستخباراتي.
وأوضح المصدر أن السلطات التركية تمتلك أدلة وبراهين قوية على تورط “قطيع” في التجسس لفرنسا، وأنها ستقوم بإحالته إلى القضاء بعد انتهاء التحقيقات معه.
وتعتبر هذه القضية الأولى من نوعها التي تتهم فيها تركيا معارضاً سورياً بالتجسس لفرنسا، في ظل التوتر السياسي والدبلوماسي القائم بين البلدين بسبب الأزمة السورية وغيرها من القضايا الإقليمية.