هاشتاغ_ نور قاسم
قالت خبيرة الاقتصاد الباحثة د.نسرين ونوس لـ”هاشتاغ” إن البنى التحتية للتحول الرقمي في سوريا غير مكتملة ولا تزال بمرحلة المخاض.
وعدّت أن الخطة التي وضعتها وزارة الاتصالات بإنجاز كل ما يخص ذلك لغاية عام 2030 أمر غير واقعي بسبب قلة الإمكانيات.
واستندت “ونوس” إلى هذه النتيجة من الاستبيان الذي تم توزيعه على المدققين الداخليين والمحاسبين والمراجعين والموظفين الإداريين في المصارف الخاصة.
وبيّنت “ونوس” أن الاستبيان سلط الضوء على التحديات التي تواجه المدققين الداخليين في هذه المصارف بظل التحول الرقمي وكانت إجابة 60% منهم، النقص في المهارات وعدم كفاية البنية التحتية.
وأكدت أن شرط إتمام عملية التحول الرقمي الأساسي يكمن بضمان أمن هذه البيانات.
وأشارت “ونوس” إلى أن الاستبيان تضمن 67 رداً من أصل 80 من موظفي قسم التدقيق الداخلي، مفاد هذه الردود هو أن التحول الرقمي لا يزال في مرحلة المخاض وعدم كفاية البنى التحتية تعرقل ولادته، ناهيك عن ضعف الخبرة والمعرفة بكيفية التعامل مع التقنيات والتكنولوجيا المتطورة.
وفيما يتعلق بالتدريب لفتت “ونوس” إلى أنه من بين التساؤلات في الاستبيان “ما مدى توفير التدريب الكافي للمدققين الداخليين لاستخدام التقنيات؟”.
وجاءت الردود أن 80% من المدققين يرون أن التدريب متوفر ولكن ليس بما فيه الكفاية، في حين كانت إجابة 20% منهم تشير إلى ندرة التدريب لكيفية استخدام التقنيات.
وأوضحت “ونوس” أن الإجابة عن السؤال فيما يخص الاقتراحات التي من شأنها أن تدعم عملية التحول الرقمي فقد كانت 72 رداً من أصل 80 بضرورة رفع كفاءة المدققين والعمل لإصدار قوانين ومعايير خاصة بضبط آلية التحول الرقمي في المصارف، وأيضاً الاهتمام بالتكنولوجيا وصيانة الآلات والمعدات اللازمة، وتوظيف خبرات للاطلاع في التكنولوجيا من خريجي هندسة الاتصالات والمعلومات الهندسية للكمبيوتر، لقدرتهم على التعامل مع هذه الأنظمة والبرامج.
وختمت خبيرة الاقتصاد بتأكيد أن الخلاصة من هذا الاستبيان الذي تم إعداده تُظهر أن التحول الرقمي ليس فقط استخدام التكنولوجيا الحديثة وإنما يكمن في إعادة هيكلة استراتيجيات وسياسات المصارف الخاصة من جديد بما يتناسب مع استخدام هذه الأدوات، بحيث يتم تدريب الموظفين في التدقيق الداخلي على استخدام هذه التكنولوجيا لتصبح لديهم الخبرة الكافية بحصولهم على الشهادات في التقانة وبرمجة المعلومات وتقنية التكنولوجيا.
يذكر أن تصريحات “ونوس” جاءت في المؤتمر العلمي الدولي للتحول الرقمي وتأثيراته في التنمية المستدامة الذي أقامته كلية الاقتصاد بجامعة دمشق، بحيث قدمت مع الدكتورة بهاء ليلى بحثاً بعنوان “دور التحول الرقمي في تحسين عملية جودة التدقيق الداخلي في المصارف الخاصة بسوريا”، والبحث هو دراسة مسحية على المصارف الخاصة جميعها.