الخميس, مارس 13, 2025
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

الرئيسيةأخبارالتضامن الإنساني يتجاوز الانقسامات الطائفية في الساحل السوري

التضامن الإنساني يتجاوز الانقسامات الطائفية في الساحل السوري

هاشتاغ – حسن عيسى

في الوقت الذي تشهد فيه سوريا واحدة من أكثر الأزمات الإنسانية تعقيدا في تاريخها الحديث، تظهر قصص التضامن والتعايش بين الطوائف المختلفة بمنزلة شمعة أمل في نهاية النفق المظلم.

ولم تكن تلك القصص مجرد “حالات فردية”؛ بل دليلا في نظر الكثيرين على أن الإنسانية يمكن أن تتجاوز الانقسامات الطائفية والسياسية، وأن التعايش ممكن حتى في أصعب الظروف.

وفي خضم التوترات الأمنية الأخيرة التي شهدها الساحل السوري التي أعادت إلى الأذهان أحداثا عاشها السوريون في سنواتٍ سابقة، برزت هذه القصص متحديةً الانقسامات الطائفية والسياسية التي طالما هددت نسيج المجتمع السوري.

عائلات سنية تفتح أبوابها

في منطقة مساكن المصفاة ببانياس، تحدث رب أسرة من العائلات العلوية عن أنه وجد هو وعائلته ملاذا آمنا في منزل جيرانهم السنة.

وقال أبو مهند في حديثه لـ “هاشتاغ”: “لم نكن نتوقع أن يفتحوا لنا أبوابهم بهذه السرعة، لقد شعروا بمعاناتنا وكانوا أول من مدّ لنا يد العون”.

وأضاف: “في تلك اللحظات لم يكن هناك سني أو علوي، كان هناك فقط إنسان يساعد أخاه الإنسان، في حين أننا لسنا الوحيدين الذين آوهم إخوتهم السنة، هذه لم تكن حالة فردية؛ بل كانت تضامنا واسعا”.

الأمان عند الجيران السنة

في حي آخر من بانياس، تروي فتاة شابة في العشرينات من عمرها، كيف فقدت اثنين من أفراد عائلتها في الهجمات التي طالت قريتها.

وتقول شهد لـ “هاشتاغ”: “كنت خائفةً للغاية، لكن جيراننا السنة لم يترددوا في إيوائنا مدة يومين كاملين، لقد قدموا لنا الطعام والمأوى والدعم النفسي في أصعب لحظات حياتنا”.

وتضيف: “لقد أثبتوا لنا أن الإنسانية هي ما يجمعنا، وليس العرق أو الطائفة، لا أظن أن الحقد الطائفي سيتغلب على التعايش المجتمعي بعد ما شهدناه من حالات تآخٍ بين مكونات المجتمع الواحد”.

إسعاف قوات الأمن

في مدينة جبلة، يروي شاب من الطائفة السنية كيف ساعد جيرانهم من الطائفة العلوية في إسعاف اثنين من عناصر قوات الأمن العام الذين أصيبوا في كمين تعرضوا له.

ويقول عمار: “كان الكمين قريباً من منزلهم، وعندما سمعوا أصوات إطلاق النار، خرجوا لمساعدة المصابين من دون تردد”.

ويضيف: “لقد عملوا لإسعاف الجرحى وتضميد جروحهم قبل وصول فرق الإسعاف، كانوا يعلمون أنهم يعرضون أنفسهم للخطر، لكنهم لم يهتموا بذلك”.

الأمن العام يطمئن الأهالي

من جهة أخرى، يروي شاب من الطائفة العلوية كيف بذلت قوات الأمن العام جهودا كبيرة لطمأنة الأهالي وحمايتهم من تداعيات الصراع.

ويقول حسين لـ “هاشتاغ”: “كانوا يمرون بين الأحياء ويطمئنون الناس أن الوضع مُسيطر عليه، المثير أنهم شعروا بمعاناتنا وحاولوا تخفيف الخوف الذي كان يسيطر على الجميع”.

ويضيف: “على الرغم من كل ما حدث، كان هناك إصرار على الحفاظ على الأمن وحماية المدنيين بصرف النظر عن انتماءاتهم الطائفية، لا يمكن السماح بأن يتحوّل الصراع إلى طائفي، وهناك وعي وإجماع على ذلك”.

مقالات ذات صلة