أفاد تقرير نشرته مجلة “ميخور كون سالود” الإسبانية ،أن الكثير منا يشعر بالرغبة في النوم والتعب بعد الأكل كما لو أن عملية الأكل نفسها كانت عملا شاقا.
ومعظم الأدلة تشير إلى أن ذلك يرتبط بتنشيط ساعاتنا البيولوجية.
وبينت كاتبة التقرير ماريا كوريدور، أن الإنسان يمر بمراحل من اليقظة والنوم وكذلك الجوع والشبع، ويمكن لوقت الوجبة تسريع أو إبطاء هذه العملية، كما أن ما نأكله أهم بكثير من الكمية.
ما هو إيقاع الساعة البيولوجية؟
توضح الكاتبة، أن إيقاع الساعة البيولوجية يتجلى في التغيرات الجسدية والعقلية والسلوكية التي تتبع دورة يومية وتستجيب بشكل أساسي للضوء والظلام، مثل النوم ليلا والاستيقاظ أثناء النهار.
وهكذا، يتحكم الدماغ في إنتاج هرمون الميلاتونين الذي يجعلك تشعر بالنعاس، فكلما كان هناك ضوء أقل يتم إنتاج المزيد من هذا الهرمون.
وأشارت، الى أن إيقاع الساعة البيولوجية يتحكم أيضا في الأكل، إذ تنظم منطقة ما تحت المهاد الجوع والشهية والشبع، وللقيام بذلك فإنه يستخدم الببتيدات، مثل الكوليسيستوكينين، ومستويات السكر والدهون في الدم وهرمونات معينة.
النوم والطعام
بينت الكاتبة أن النوم والطعام هما ثنائيان لا ينفصلان وتحكمهما مجموعة من الهرمونات، إذ يؤثر ما نأكله ووقت أكله على جودة النوم.
وبالتالي تؤدي قلة النوم إلى زيادة إنتاج هرمون الغريلين، وهو الهرمون الذي يزيد الشهية، وفي هذه الحالة تنخفض مستويات هرمون اللبتين، مما يقلل الشهية ويزيد النوم.
العادات الغذائية
إلى جانب ذلك، تؤثر العادات الغذائية على تزامن العديد من إيقاعات الساعة البيولوجية، خاصة تلك المتعلقة بوظائف الجهاز الهضمي والتمثيل الغذائي.
لذلك يعد الوقت ووتيرة تناول الطعام أمرين أساسيين للحفاظ على صحة جيدة.
وقت الأكل
يعتبر وقت الأكل عاملا مهما لأن الدماغ ينسق مع الجهاز الهضمي، فأثناء الليل يعالج الجسم الطعام ببطء شديد ويحوله بسهولة إلى دهون.
بالإضافة إلى ذلك يتم إنتاج اللبتين أيضا في الليل، مما يقلل الجوع ويعزز النوم.
وفي هذا الصدد، هناك لحظتان يمكننا النوم فيهما خلال 24 ساعة من النهار: في الليل، وبعد حوالي 8 ساعات من الاستيقاظ، وفي تلك البلدان التي يأكل فيها الناس بعد الظهر يتزامن وقت الأكل مع ساعات القيلولة.
الأطعمة التي نأكلها
ارتبطت الأطعمة التي تعتبر مصادر للكربوهيدرات أو السكريات بالشعور بالتعب، كما ترتبط الدهون بالشعور بالتعب والنوم أيضا.
لذلك، يعزز تناول الأطعمة -التي تحتوي على الألياف مثل الحبوب الكاملة والبقوليات والخضروات- الراحة، ولكن بطريقة طبيعية.
المكونات النشطة بيولوجيا التي تعزز الراحة والنوم
خلصت بعض الدراسات إلى أن التركيبة الكيميائية للغذاء يمكن أن تحدد أفضل وقت في اليوم لاستهلاكه، فعلى سبيل المثال تعزز الأطعمة الغنية بالتربتوفان النعاس والتعب بعد الأكل، وذلك عن طريق إنتاج السيروتونين والميلاتونين.
من جانب آخر، ينظم السيروتونين النوم ويتم تصنيعه من خلال التربتوفان، لأنه غير قادر على عبور الحاجز الدموي الدماغي في الدماغ، فيما يحفز الميلاتونين النوم.
ولذلك فإن أفضل وقت لتناول الأطعمة الغنية بالتربتوفان يكون في النهار في فترة ما بعد الظهر أو في الليل.
ووفقاً للخبيرين سيلبرت وسميث، يعتبر الموز والأناناس والأفوكادو واللحوم والديك الرومي والبيض والأسماك الزيتية والمكسرات من أبرز المصادر الغذائية الرئيسية للتربتوفان.
وحسب جمعية النوم الإسبانية، تعزز هذه الأطعمة جنبا إلى جنب مع المغنيسيوم والكالسيوم والزنك وفيتامين “بي” (B) النعاس بعد الأكل، فهي تساعد على استرخاء العضلات وتساعد التربتوفان على إنتاج هرمونات النوم.
أفضل النصائح للتغلب على التعب بعد الأكل
يمكن ممارسة العديد من التقنيات لتجنب الشعور بالتعب بعد الأكل ومواصلة اليوم بأداء جيد، فبهذه الطريقة يمكنك تجنب التفكير في سبب شعورك بهذا.
- الحصول على قسط كاف من النوم المريح من حيث المدة والجودة
أكدت الكاتبة أن النوم الكافي والعميق بالليل يمنع الشعور بالنعاس الذي يظهر في منتصف النهار بعد الأكل، إذ يعتمد عدد ساعات النوم الجيد أثناء الليل على العمر وساعتنا البيولوجية.
في المقابل، يمكن أيضا للعادات الاجتماعية وجداول العمل أن تعرقل هذه العملية.
- أخذ قيلولة قصيرة
من المستحسن أن تكون القيلولة قصيرة على أن تتراوح بين 20 و30 دقيقة، إذ ستكون هذه المدة كافية لتعزيز اليقظة وتحسين الأداء المعرفي دون التأثير لاحقا على النوم الليلي.
- إنشاء روتين للعادات الغذائية والجداول الزمنية.
بشكل عام، يُنصح بالحفاظ على جدول وجبات صحي، فعلى سبيل المثال يفضل تناول 5 إلى 6 وجبات في اليوم، وبالتالي تسهيل عملية الهضم بشكل أفضل.
- ممارسة الرياضة بانتظام
للنشاط البدني المنتظم العديد من الفوائد لتحسين الأداء والصحة العقلية، فعلى سبيل المثال يحسن التركيز والذاكرة والانتباه، بالإضافة إلى تعزيز العمل والأداء المدرسي.
كما يساعد الروتين الجيد للتمارين البدنية أيضا على الهضم وانتظام العبور المعوي، ويسمح لك بتحسين جودة النوم.