بينت دراسة جديدة أن التعرض للتوتر خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل يمكن أن يؤدي إلى انخفاض معدل الذكاء لدى الأطفال الذكور.
ووفقا لما نشرته “ديلي ميل” Daily Mail البريطانية، عندما تكون المرأة حاملاً، ترتفع مستويات الكورتيزول لديها بشكل طبيعي، وهو هرمون الستيرويد الذي يتم إطلاقه استجابة للتوتر، والذي يعد ضروريا للنمو الصحي للطفل وله تأثير إيجابي على نمو مخه.
المستويات المفرطة من هرمون الكورتيزول
ولكن توصل فريق من الباحثين إلى أن المستويات المفرطة من هرمون الكورتيزول خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل ربما تعيق درجات معدل الذكاء لدى الأولاد في عمر سبع سنوات.
ولفحص تأثيره على الوظيفة الإدراكية لدى الأطفال أثناء نموهم، قام الباحثون بتحليل البيانات المتعلقة بمستويات الكورتيزول لدى 943 امرأة حاملا خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل، واختبارات الذكاء لأطفالهن في سن السابعة.
نتائج اختبارات الذكاء
واكتشف الباحثون، في الدراسة التي تم تقديم نتائجها في المؤتمر الأوروبي للغدد الصماء في ستوكهولم، أن النساء الحوامل اللاتي يحملن صبياً لديهن مستويات أقل من الكورتيزول في الدم مقارنة بالنساء اللاتي يحملن فتاة، وأن الأولاد الذين تعرضوا لمستويات أعلى من الكورتيزول في الرحم، سجلوا نتائج أقل في اختبارات الذكاء في سن السابعة، في حين أنه لا يبدو أن الفتيات يتأثرن.
وقال الباحثون من “جامعة أودنسه” في الدنمارك، إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن الأولاد ربما يكونون “أكثر عرضة للتعرض للكورتيزول قبل الولادة” مقارنة بالفتيات.
مهارات الكلام واللغة
وجدت دراسة سابقة، أجراها نفس فريق الباحثين، أن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنة وثلاث سنوات لديهم مهارات كلامية ولغوية أكثر تقدمًا عندما يكون لدى أمهاتهم مستويات عالية من الكورتيزول خلال الثلث الثالث من الحمل.
وكشفت نتائج الدراسة أن الأولاد الذين تعرضت أمهاتهم لمستويات عالية من التوتر يمكنهم قول المزيد من الكلمات في سن 12 إلى 37 شهرًا، بينما كانت الفتيات أفضل في فهم المزيد من الكلمات في سن 12 إلى 21 شهرًا.
تأثير مؤقت
وقالت الباحثة الرئيسية الدكتورة أنجا فينغر دراير: “على الرغم من أن الدراسة السابقة أظهرت أن التعرض للكورتيزول قبل الولادة كان مرتبطًا بشكل إيجابي بتطور اللغة، إلا أنه في الدراسة الجديدة يرتبط التعرض للكورتيزول قبل الولادة سلبًا بدرجات معدل الذكاء”.
وأوضحت، أن النتائج تعني “أن المستويات العالية من التعرض قبل الولادة يمكن أن يكون لها تأثير مؤقت على النمو المعرفي للطفل”.
مشاكل سلوكية وتوتر
كما توصلت أبحاث منفصلة إلى أن الأطفال الذين يتعرضون لمستويات عالية من الكورتيزول هم أكثر عرضة للإصابة بمشاكل سلوكية وأمراض مرتبطة بالتوتر في وقت لاحق من الحياة.